قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات لفلسطين الآن إنه مع مرور الساعات الأولى لرد الفصائل، وعقب بيان الغرفة المشتركة، وكذلك تصريحات قادة الاحتلال بما فيهم نتنياهو، فالمؤشرات تقول إن "إسرائيل" والفصائل حققت كل منهما أهداف مرحلية، سعت لها من هذه الجولة التصعيدة.
ويرى بشارات أن نتنياهو وحكومته لن يغامروا كثيراً، "فانتظارهم الرد جعلهم يستعجلوه للانتهاء من المرحلة بأسرع وقت حتى لا تصبح هناك خسارة سياسية بالدرجة الأولى".
كما أن الفصائل الفلسطينية حققت نقاطا في معادلة الردع أولها التحكم بالميدان من حيث ساعة الرد وشكله، لكنها لن تذهب كثيرا لأنها ستعتبرها محطة مرحلية لمراحل لاحقة قد تفتح أمامها أبوابا سياسية، إضافة لما حققته ميدانياً.
وعودة لنتنياهو، فهو وفق المحلل السياسي لن يجازف كثيرا بالوقت، خصوصاً أن مسيرة الأعلام ستكون الأسبوع المقبل، ولا يريد تكرار مشهد ما جرى عام 2021.
وشدد بشارات على أن الصورة الأولى التي رسخت ونقلت عبر الإعلام لأول ثلاثين ساعة أن "إسرائيل" هي من اعتدى واستهدف مدنين وأطفال ولم يكن هناك مبرر، وهذه وحدها غطت الشاشات وجعلت من أي رواية اسرائيلية ضعيفة لاستمرارية الحملة.
وأوضح أن "اسرائيل" لن تجازف من إطالة عمر المواجهة خوفا من دخول متغيرات جديدة منها الساحات، أو وقوعها أمام الضغط للدخول بعملية برية ستكون هي الخاسر فيها من تجارب سابقة.
ولفت إلى أن الخطاب الإعلامي للغرفة المشتركة وكذلك الاحتلال حتى اللحظة يعبر أن كل منهما يعمل ضمن مفهوم الرد والرد المقابل والأهداف الأولية لا تخرج عن هذا الإطار.
ونوه بشارات أن المؤتمر الصحفي لنتنياهو وقادة الاحتلال بالأمس كان واضحا، بإمكانية تحمل خسائر محدودة دون الذهاب لمواجهة مفتوحة.
وختم بقوله إن هذه التقديرات، في الغالب هي المحدد الرئيس، مع احتمالات تغير المشهد في أي لحظة وفقا لتطورات الميدان الذي قد يدفع الأمور خارج الحسابات.