تواجه معظم الأمهات مشكلة بكاء أطفالهن خصوصاً في أشهرهم الأولى، وتتعدد الأسباب، ومن المعروف أن الطفل الرضيع يستخدم البكاء كلغة للتواصل معكِ.. أيتها الأم؛ فأنتِ من تلبين طلباته واحتياجاته، كما يعَد وسيلته الوحيدة التي يملكها للتعبير عن مشاعره ومطالبه الأولية، ولكن ما يزعج الأمهات ويثير غضبهن، هو الشعور بالقلق تجاه بكاء الطفل من دون سبب- كما يعتقدن- خاصة في عمر الشهرين، رغم شبعه وتغيير حفاضته.. وأخذ كفايته من النوم! وبحثاً عن الأسباب، وللتعرف على سر البكاء من دون دموع أيضاً.
تنوع نغمات بكاء الطفل
في الأيام الأولى وحتى نهاية الأسبوع، يبكي الرضيع بسبب انتقاله من الرحم وسكونه إلى العالم الخارجي، وما به من تغيرات جديدة.
كاختلاف الضوء والظلام وتغيّر درجة الحرارة، والنغمات والأصوات.. وبكاؤه لا تختلف نغماته من طفل لآخر، وغالباً ما يكون بكاءً بصوت عالٍ ومتواصل.
وبعد انتهاء الفترة الانتقالية- 40 يوماً- وأثناء محاولة التأقلم، وحلول فترة الاستقرار- من الشهر الثاني إلى السادس- يبدأ كل طفل في تنويع بكائه.
وذلك حسب مطالبه؛ فبكاء الجوع متواصل ومستمر.. لا يكف عنه الطفل إلا إذا تناول رضعته، بينما بكاء المغص له نغمة عالية وهو متقطع.
أسباب كثيرة وراء بكاء الرضيع
معاناة الطفل من الحفاض ليلاً وعدم العناية به، من الأسباب التي تجعله يبكي؛ خاصة أثناء النوم.. يحتاج طفلك إلى الرضاعة حوالي كل 3 ساعات، وذلك حتى لا يشعر بالجوع ويبكي.
الرضاعة سواء طبيعية أم صناعية؛ فهي سريعة الهضم؛ لذلك احرصي على إطعامه في المواعيد الخاصة بتناول الطعام.. إذا جاء موعد النوم لدى طفلك وكانت لديه الرغبة في ذلك؛ فإنه سيقوم بالبكاء؛ فهيّئي له الجوّ المناسب للنوم.
ومن أسباب بكاء الطفل بشكل متواصل، هو معاناته من وجود انتفاخ وغازات في معدته.. لهذا احرصي على فعل بعض الحركات لتخفيف الانتفاخات، ومنها: جعل طفلك ينام على بطنه فترة من الوقت لكي يتخلص من غازات المعدة.
بكاء بسبب الانتفاخات
كما يفضَّل عدم تناول الأم المرضعة لتلك الأطعمة المسببة لتلك الانتفاخات مثل: الكرنب والقرنبيط وغيرها.. كما يصاب الطفل مع انخفاض درجة الحرارة بالبرودة؛ مما يستدعي ذلك تزويد عدد الملابس الخاصة به.
ومع ارتفاع درجة حرارة، خففي له تلك الملابس، مع متابعة الطفل في حالة إذا ما كان مبتلاً أم لا.. وفي بعض الأوقات يبكي الرضيع لرغبته في أن تحمله أمه؛ لكي يشعر بالأمان والطمأنينة.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى بكاء الطفل، هو شعور الطفل بألم في جسمه؛ مما يدعوه للقلق والبكاء؛ لذلك قومي بفحص طفلك أولاً بأول وإعطائه بعض الأدوية المسكنة، ولكن بعد استشارة الطبيب.
بكاء حديثي الولادة بلا دموع!
اتفقنا على وجود أسباب كثيرة تؤدي لبكاء الطفل، وأن البكاء بصوت عالٍ، هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقوم به، ولكن هل لاحظت يوماً أن المولود الجديد، بينما يبكي ويصرخ بأعلى صوته، لا تصدر منه أيّة دموع؟
حتى مع تعبيرات وجوههم وإغلاق العينين بإحكام؛ فإن البكاء يبدو في حالة عدم وجود دموع حقيقياً، وهنا تشير الدراسات إلى أنه لم يتم تطوير القنوات المسيلة للدموع بعد، وأنها مازالت تتطور وتنمو بعد الولادة.
وطبياً، لا يولد المولود الجديد بقناة مسيلة للدموع تعمل بكامل طاقتها؛ لأنها لا تتطور حتى يبلغ عمر الرضيع شهرين.. بينما بعض الأطفال، يمكن أن تتطور القنوات المسيلة للدموع لديهم من أسبوعين فصاعداً، وهذا الفرق الزمني لا يدعو للقلق.
وسبب ثان لعدم بكاء الطفل بالدموع، وهو أنه على الرغم من أن الأطفال حديثي الولادة يولدون بقنوات دمعية تعمل بشكل جيد وبالغدد المسيلة للدموع؛ فإن الدموع التي ينتجونها لا تكفى إلا لتليين العين وحمايتها.
مما يحد من عدد الدموع، ومع ذلك فإن العين تصبح رطبة أثناء البكاء، وعندما يصل عمر المولود الجديد إلى شهر واحد (في الواقع بين شهر وثلاثة أشهر)، ستصبح الدموع أكثر وضوحاً؛ لأن الغدد المسيلة للدموع ستعمل بشكل جيد.
انتبهي لاستمرار البكاء من دون دموع
بعد الشهر الثاني، إذا لم ينتج الطفل أيّة دموع؛ فقد يكون ذلك مؤشراً على أن القناة المسيلة للدموع قد تكون مسدودة ومصابة.. وأعراض القنوات المسدودة بعد أسبوعين من الإصابة، يمكن أن تؤثر على إحدى القناتين أو كليهما.. وبمجرد وصول العدوى أو الانسداد إلى الأسبوع الثاني، تصبح الدموع مرئية بسبب العينين المائيتين، وتجميع الدموع في زاوية العينين التي تمتد على الخدين.