قالت قناة عبرية رسمية، اليوم الاثنين، إن اللقاء بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، "تم تنسيقه من قبل كبار المسؤولين في ليبيا".
وأضافت القناة، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم: "رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة يريد استخدام إسرائيل كجسر للغرب والإدارة الأمريكية".
في سياق متصل، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الحديث يدور عن "اجتماع تاريخي ومهم يخدم المصلحة الليبية للحصول على اعتراف الغرب. وقد تمت الموافقة على الاجتماع من قبل كبار المسؤولين في ليبيا وكان من المفترض أن يتم نشره".
وأضاف: "هناك معارضة كبيرة في ليبيا للتطبيع مع إسرائيل، وفي السودان أيضًا تم إيقاف المتحدث باسم وزارة الخارجية بعد محادثات مع إسرائيل، ما حدث في السودان هو ما يحدث في ليبيا. هذا التطبيع يعزز مصالحهم".
لكن مسؤولين آخرين في الخارجية الإسرائيلية انتقدوا الكشف عن اللقاء السري في روما، بين كوهين والمنقوش، وهو ما أدى إلى تظاهرات في ليبيا وإيقاف الوزيرة وسط أنباء عن فرارها إلى إسطنبول.
وقال هؤلاء المسؤولون: "هذا يدل على عدم الاحترافية التي تدار بها العلاقات الخارجية لإسرائيل".
وأضافوا: "الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ستخشى إجراء اتصالات سرية بعدما ثبت أن الجانب الإسرائيلي لا يعرف كيف يبقي اللقاءات سرية".
وأوضحوا أن "هناك اتصالات سرية كثيرة مع دول لا تربطنا بها علاقات، والهدف هو أن تنضج الاتصالات إلى علاقات دبلوماسية. وبمجرد أن يتضرر مستوى مصداقية الجانب الإسرائيلي، فإن ذلك يقطع إمكانية إقامة علاقات مع دول أخرى في المستقبل".
وأشاروا إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي "يريد إدخال المزيد من الدول إلى دائرة السلام، لكن بما فعله أطلق النار على قدمه".
يشار إلى أن الاجتماع السري بين وزير الخارجية الإسرائيلية ونظيرته الليبية، عُقد الأسبوع الماضي في روما، وكان أول اجتماع على الإطلاق بين وزيري خارجية البلدين، وعُقد بحضور المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، رونين ليفي.
وناقش الوزيران "العلاقات التاريخية بين الشعبين، وتراث اليهود الليبيين، وإمكانية التعاون بين البلدين، والمساعدات الإسرائيلية لأغراض إنسانية"، وفق الصحيفة العبرية.
وأمس الأحد، قال وزير الخارجية الإسرائيلي: "اللقاء التاريخي هو الخطوة الأولى في العلاقة بين إسرائيل وليبيا. إن حجم ليبيا وموقعها يمنح العلاقات معها أهمية كبيرة وإمكانات هائلة لدولة إسرائيل".
وبعد ذلك بساعات، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، قرارا بإيقاف المنقوش عن العمل وإحالتها للتحقيق.
ونشرت وزارة الخارجية الليبية بيانا عن اللقاء، وادعت أن المنقوش "رفضت بشكل قاطع عقد لقاء مع أي ممثل إسرائيلي وما زالت مصرة على رفضها. وما حدث في روما كان لقاء غير مخطط له وغير رسمي، خلال لقائها مع وزير الخارجية الإيطالي". وبحسب الوزارة، فإن اللقاء مع كوهين "لم يتضمن أي محادثات أو اتفاقيات، بل على العكس، عرضت الوزيرة موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية".
لكن "يديعوت أحرونوت" نفت تلك الرواية، وأكدت نقلا عن مصادر سياسية إسرائيلية، أن اللقاء بين كوهين والمنقوش، والذي جرى في بيت ضيافة وزير الخارجية الإيطالي، لم يكن صدفة، وسبقه محادثات مع كبار المسؤولين في ليبيا، بما في ذلك وزيرة الخارجية نفسها.
وكانت مقاطع فيديو وصور قد أظهرت حرق متظاهرين إطارات سيارات وأعلام إسرائيلية وترديدهم هتافات معادية لـ"إسرائيل"، أمام مقر وزارة الخارجية الليبية في طرابلس، ومطالبتهم بإقالة الوزيرة المنقوش.