21.29°القدس
20.97°رام الله
19.42°الخليل
25.34°غزة
21.29° القدس
رام الله20.97°
الخليل19.42°
غزة25.34°
الجمعة 27 سبتمبر 2024
4.98جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.16يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.98
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.16
دولار أمريكي3.74

خبر: زيْتُونْ الخَزِينْ

الحجة أم حسين جارتنا، توفيت على التسعين من عمرها، كانت دائمة التسبيح والتكبير والتهليل، والحديث عن ذكريات وطنها وطفولتها.... لذة "العجايز" في طريقة حديثهن، وروايتهن لقصص الماضي، تشعر أنهن في ريعان شبابهن، كانت تأمل نفسها بأن تعود....... لم تعد ماتت أم حسين، ماتت الحجة يا بلد.!!! كانت أم حسين جارتنا تشتهر بخزين الزيتون، فتنتظر موسمه دقيقة بدقيقة، تذهب للسوق، والأرض فتشتري كمية كبيرة تفوق حاجتها وحاجة بيتها لتمتد لجيرانها وأصدقائها، وتأتي بعشرات "البرطمانات" تضع الزيتون بالليمون مع الملح، وتضع البيضة فوق الماء لتقيس نسبة الملح في الماء – حسب مقياس ريختر البدائي". سألتها مرة : لماذا تخزنين الزيتون بهذه الكمية يا حجة؟؟ ضحكت وهي لا تملك من الأسنان سوى اثنان بشكل غير مرتب، وقالت الزيتون من ريحة الأرض، وأحب أن أخزنه كي تبقى الأرض مخَزَّنَة قلت لها: تحت السرير يا حجة؟!! قالت: أدفن بعضه، وأضع بعضه تحت السرير. ماتت أم حسين ... بحث أبنائها عن كنز يرثونه فوجدوها تدفن في الأرض عشرات "البرْطَمَانَات" من الزيتون، شكله يشبه الزيتون، وطعمه متعفن، ورائحته كريهة.... قلت لابنها: كان زيتوناً في البداية وقد أصبح في النهاية تالفاً، لا يشبه إلا ملفات التسوية المتعفنة، شبَّهوهَا لنا بزيتون الحجة أم حسين، ولكن قبل مماتها -رحمها الله- وتعفن بعدها الزيتون. [title]-وأنا مالي دع الخلق للخالق-[/title]