بعد ولادة الطفل، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون بشكل كبير، مما يؤدي إلى إصابة الأم ببعض الأعراض؛ مثل القلق وتقلبات المزاج. يُشار إلى هذه الأعراض مجتمعة باسم "الكآبة النفاسية"، والتي قد تتسبب في إصابة الأم بصعوبة في رعاية الطفل أو رعاية نفسها. وبالتالي، على الأمهات التأكد من فهم علامات الخلل الهرموني بعد الحمل والتعامل معها، فقد يساعد القيام بإجراء بعض التغييرات في حياتك اليومية وطلب المشورة من طبيبك في تخطي تلك المرحلة. لكل أم.
أسباب اضطراب الهرمونات بعد الولادة
يعد السبب الرئيسي لعدم التوازن الهرموني بعد الولادة هو تغير مستويات الهرمونات الأنثوية التي تسمى الإستروجين والبرولاكتين والبروجستيرون. وتعتبر هذه الهرمونات ضرورية خلال فترة الحمل وبعد الولادة، ويؤدي عدم توازن مستوياتها إلى حدوث عدة تغيرات جسدية وعقلية في الجسم.
أثناء الحمل، يتم إنتاج هرمون البروجسترون وتنظيمه بواسطة المشيمة للحفاظ على بيئة صحية لنمو وتطور الجنين داخل الرحم. أما بعد ولادة الطفل، فيكون هناك انخفاض في مستوى هرمون البروجسترون، والذي عادة لا يزيد حتى تبدأ المرأة في التبويض بعد الولادة.
يزداد إفراز هرمون البرولاكتين بشكل كبير بعد الولادة، كما تؤثر هذه الزيادة في إفراز هرمون البروجيسترن؛ إذ يعمل على تثبيطه.
تعمل زيادة إفراز هرمون البرولاكتين على خفض إفراز هرمون الدوبامين.
أعراض اضطراب الهرمونات بعد الولادة
التعب الشديد.
فقدان الوزن.
تقلبات المزاج والقلق.
الأرق.
تساقط الشعر.
اكتئاب ما بعد الولادة.
الحساسية.
الهبات الساخنة.
حب الشباب.
جفاف الجلد.
الإمساك.
عدم انتظام الدورة الشهرية.
ظهور تكيسات أو كتل في الثدي.
خفقان القلب.
كيف يمكن أن يؤدي اضطراب الهرمونات إلى الإصابة بمتلازمة اكتئاب ما بعد الولادة؟
اكتئاب ما بعد الولادة يعد نتيجة للتقلبات الهرمونية التي تحدث بعد الولادة. ويحدث لدى حوالي 10-20% من الأمهات الجدد. يمكن أن يبدأ في أي وقت بعد الولادة ويستمر لمدة تصل إلى عام واحد. تشمل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة تقلبات المزاج، وتغيرات الشهية.
ومع ذلك، في الحالات الشديدة قد ينصح الطبيب بتناول الأدوية المناسبة المضادة للاكتئاب لتخفيف الاضطراب. علاوة على ذلك، يمكن أن تكون الاستشارة والمتابعة فعالة في مساعدتك على التخلص من الاكتئاب. وبصرف النظر عن الأدوية، فإن تناول الأطعمة الصحية وممارسة التمارين المنتظمة واليوجا والتأمل يمكن أن يساعد أيضاً في التعافي.
طرق استعادة التوازن الهرموني بعد الولادة
فيما يلي بعض الطرق الفعالة لاستعادة التوازن الهرموني في جسمك بعد الولادة:
ممارسة الأنشطة البدنية تساعد على تقليل التوتر والإجهاد، وتعزز التوازن الهرموني.
تساعد ممارسة اليوغا على التخفيف من القلق والتوتر والأرق، مما يساعد بدوره على استعادة التوازن الهرموني.
تجنب الأطعمة الغنية بالدهون؛ لأنها تزيد من مستوى هرمون الإستروجين، كما يجب تجنب الزيوت النباتية التي يعتقد أنها تؤثر على مستوى هرمون الإستروجين.
تناول مكملات فيتامين "د" والتعرض لأشعة الشمس يمكن أن يساعد في تعويض نقص فيتامين "د" والتحكم في مستوى هرمون الإستروجين.
يحتاج الجسم إلى بعض الوقت للعودة إلى حالته الطبيعية، لذا فمن الأفضل تجنب تناول أي حبوب منع الحمل بعد الولادة مباشرة؛ لأنها قد تؤدي إلى الإصابة بخلل هرموني.
يحتاج الجسم إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية للحفاظ على التوازن الهرموني داخل الجسم، وبالتالي فإن تناول مكملات الفيتامينات والمعادن، حسب توجيهات الطبيب، يمكن أن يساعد في استعادة المستويات الهرمونية في جسمك.
تعتبر الكبد مصدراً جيداً لفيتامين "أ" الذي يساعد في استعادة التوازن الهرموني بعد الحمل، كما يعتبر صفار البيض مصدراً أيضاً جيداً للسيلينيوم، وفيتامين "د" و"أ"، وكلاهما يساعد في استعادة التوازن الهرموني. وبالتالي، فمن الجيد إضافتها إلى نظامك الغذائي.
يجب التحكم في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين؛ لأنها تعزز مستويات هرمون الكورتيزول، وأيضاً تعوق أنشطة الغدد الدرقية.
يتسبب عدم كفاية النوم في عدم التوازن الهرموني في الجسم.
يمكن لبعض الأعشاب أن تعيد التوازن الهرموني في الجسم، ولكن يجب مراعاة نصيحة الطبيب قبل تناول أي أعشاب.