حذر القائد السابق للقوات البرية في الجيش الإسرائيلي، اللواء (احتياط) يفتاح رون تال، اليوم السبت، من أن إسرائيل تقترب من "كارثة حقيقية" في قطاع غزة، وذلك في ظل استمرار تمركزها هناك لما يقارب العامين منذ بداية الحرب، وغياب استراتيجية واضحة من قبل الحكومة، إلى جانب تدهور الأوضاع الإنسانية.

وقال في مقابلة إذاعية مع راديو "103 إف إم": "نحن على شفا كارثة. هذا هو قدرنا. لقد فقدنا السيطرة على الجانب الإنساني في غزة، هناك كميات كبيرة من المواد الغذائية، لكن أغلبها يصل إلى حركة "حماس" الفلسطينية، وليس إلى السكان المدنيين".

وانتقد تال بشدة عجز إسرائيل عن إدارة الشؤون المدنية داخل القطاع، موضحا أن هذا التقصير يقوض المكاسب العسكرية التي تحققت على الأرض، وفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

أخبار ذات صلة

مسؤول عسكري سابق: حرب العصابات في غزة مروعة

مسؤول أوروبي سابق يحذر من تكرار الإبادة الجماعية في غزة

وأضاف: "لا يمكنك أن تخوض حربا في منطقة تسيطر عليها دون أن تنشئ كيانا يدير الشؤون الإنسانية والمدنية، هذا الفشل ينعكس علينا سلبا الآن، فعسكريا، "حماس" شبه مشلولة، لكنها لا تزال تسيطر على الواقع المدني بأكمله، وكان يجب على الجيش أن يستغل ذلك لصالحه ويؤسس قيادة بديلة داخل القطاع".

كما دعا يفتاح رون تال الحكومة الإسرائيلية إلى توضيح أهدافها بشكل علني، وتجنب حالة التردد المستمرة.

وأردف: "لا يمكن للحرب أن تستمر إلى الأبد، لدي انتقادات حادة للحكومة؛ عليها أن تحسم إلى أين تريد أن تذهب الأمور، خاصة أن التوصل إلى تسوية جزئية قد لا يكون ممكنا في هذا السياق".

وعند سؤاله عن انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق داخل غزة، أقر رون تال بأن القوات تعاني من حالة إنهاك واضحة، وقال: "الاحتياط مرهق جدا. الجيش في حالة انتظار بعد أن أنجز مهماته في عملية عربات جدعون، وهو الآن متوقف في انتظار قرارات سياسية. لا يجب أن تُترك "حماس" في غزة بعد انتهاء الحرب، فهي ليست شريكا، ولا يمكن اعتبارها جارا، ولا يجب أن تكون لها أي مكانة بالقرب منا".

وشدد تال على أهمية أن تحافظ إسرائيل على سيطرتها الإقليمية داخل القطاع، مؤكدا أن ذلك ضروري لأمن الدولة.

وأوضح: "نحن نسيطر حاليا على مساحة كبيرة من القطاع، لا بد من إنشاء خط دفاعي واضح، وضمّ هذه المناطق إلى نطاق السيطرة الإدارية والعسكرية، من الممكن تأمين هذه المناطق بعدد محدود من الجنود، إذا لم نكرر النموذج اللبناني، حيث نرد فقط عندما تُبنى بنية تحتية تهددنا. لكن إذا لم نفعل ذلك، فما البديل؟ الانسحاب؟".

وفيما يخص الضغوط الدولية، قلل رون تال من أهميتها، معتبرا أن التحديات الحقيقية داخلية، وقال: "هل وضعنا السياسي في العالم بهذا السوء؟ من يدعمون قيام دولة فلسطينية قد عبّروا عن ذلك بالفعل في الأمم المتحدة، المشكلة الأهم في الداخل، من يؤججون التوتر موجودون بيننا".

وفي ختام حديثه، عبّر يفتاح رون تال عن رفضه للتردد في فرض الحكم العسكري في غزة، مؤكدا أن الخوف من الظهور بمظهر المحتل ليس مبررا لغياب الحسم.

وأضاف: "المعارضة لفكرة الحكم العسكري تنبع من رغبة في تجنّب الظهور كقوة احتلال، لكن يجب أن نتذكر أن الجيش الإسرائيلي لا يملك دولة، بل الدولة هي من تملك الجيش، هذا المفهوم الأمريكي بأن الجيش يجب أن يكون منفصلا عن الحكم المدني ليس ملائما لواقعنا، وها نحن نرى الآن نتائجه".