22.16°القدس
21.88°رام الله
20.53°الخليل
27.3°غزة
22.16° القدس
رام الله21.88°
الخليل20.53°
غزة27.3°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: فياض و" الحَجَّة كَعْبورة"

حَمَلْتُ ابنتي الصغيرة المتعبة إلى عيادة وكالة الغوث لعلاجها من سُعَالٍ حاد، وقد كنت من البداية لا أرغب في الذهاب هناك لِمَا في المكان من ازدحام، نظراً لأن التشخيص والعلاج مجاني، ولكن "حَكَمَتْ المَحْكَمَة" الداخلية في البيت بأن أذهب لعلاج ابنتي.. بعد تشخيص العلاج وقفت في طابور استلام الدواء، طابور يشبه طابور استلام الرواتب مع اختلاف واضح في "كَشْرَة الوجوه" والحالة الصحية للجميع، فهنا الجميع متعب، وخليط بين كبار السن ومتوسطي العمر... شباك أزرق شبكي، فيه فتحة صغيرة ليُنَاوِلَكَ الصَّيْدَلَانِي مِنْها الدواء، وقد تَطَّورَ الحال عن ذِي قبل، فبعض المرضى يكتب الطبيب لهم الدواء على الكمبيوتر ويستلم الصيدلاني الدواء الكترونياً في محاولة ناجحة لحوسبة وتطوير عيادات وكالة الغوث. في الطابور جارتنا "أم عادل" المرأة التي تبلغ من العمر قرابة الستين عاماً، ممتلئة سمينة، هي كقنبلة لَحْمِيَّة، لا بل كبطيخة، تشتري ثوبين لها فتفتحهما على بعضهما لكي يدخلان في جسدها، يُطْلِقُ عليها الجميع "الحجَّة كَعْبورَة"، صَوْتُ أنْفَاسِهَا يشبه صوت ضغط الهواء في عربات النقل الكبيرة "الباصات، والشُّحُونْ" .... جاءت أم عادل كعادتها لاستلام دفعتها الدوائية كل ثلاث شهور، كيس كبير مليء بأدوية الضغط والسكر والقلب، ومعها "أنابيب الأزْمَةَ الصَدْريِّةَ"..... تَصْطَفُّ أمامي في طابور انتظار الدواء.... أعْطَاهَا الطبيب دفعة من أدوية الضغط أكثر من عشرة أشرطة، أمسكت "أم عادل" بالدواء وبدأت تَعُدُّ فيه والجميع وراءها ينتظر أن تنتهي هذه "الكَعْبُورَة".... وحين الانتهاء أمسكت أحد أشرطة الضغط وأرجعتها للصيدلاني، نظر الصيدلاني مستغرباً، وسألها: لماذا ترجعين شريط من حُصَّتِكْ يا "أم عادل" ؟! هزَّتْ السَّيدةُ الكَعْبُورةَ خصرها كدبابة، أو كناقلة جند تتحرك ببطئ، وضحكت وقالت" خفِّ الضَّغِطْ عليَّ بعد ما اسْتَقَالَ فياضْ، وإن شَاءَ الله يْخِفِّ الضَّغِطْ كَمَانْ وكَمَانْ"...... ثم أدارت نفسها ورجِعْتُ للخلف لكي تأخذ أم عادل مَدَاهاَ في الرجوعْ، ونظرت الي متبسمة، وغادرت وصوت حذائها يضرب في الأرض بقوة، وبمدَّةٍ طويلة. [title]-طيب وأنا مالي دع الخلق للخالق-[/title]