22.16°القدس
21.88°رام الله
20.53°الخليل
27.3°غزة
22.16° القدس
رام الله21.88°
الخليل20.53°
غزة27.3°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: علمني كيف أبيض

لم ينشغل أهالي قطاع غزة كثيرا في حل اللغز الذي حير العلماء طويلا وهو: من جاء أولا: الدجاجة أم البيضة؟ بقدر اهتمامهم بأسباب ارتفاع أسعار الدجاج خلال العشرة أيام الماضية لكي تصل إلى أرقام قياسية. ولم يلتفت المواطن الذي تربى على الدجاج, بعلاقته بالاحتلال, سواء أكان دجاجا إسرائيليا أم دجاجا بلديا, بقدر توافقه مع ميزانية الأسرة, التي تنتظر وجبة دجاج أسبوعية على الأقل كمؤشر مقبول على عدم وصولنا إلى هاوية اقتصادية. وإذا كانت أزمة اليورو عنوان لأزمة اقتصادية في أوروبا والعالم, فإن بورصة أسعار الدجاج مؤشر على مستوى غلاء المعيشة بالنسبة للفلسطيني سواء في الضفة أو القطاع. على أية حال علماء بريطانيون توصلوا إلى حل لغز الدجاجة والبيضة وقالوا أن الدجاجة هي التي جاءت قبل البيضة وليس العكس. واستدلّ العلماء على أن الدجاجة جاءت قبل البيضة أنها هي التي تضع البيض، موضحين أن الأبحاث التي أجروها أظهرت أن تكوّن أو تشكّل قشر البيض يعتمد على البروتين، وهو موجود في الدجاجة, كما توصلوا أيضاً إلى أن البيضة لا يمكن أن توجد أصلاً إلاّ إذا كانت داخل بطن الدجاجة، ما يعني أن الدجاجة هي التي أتت قبل البيضة. لكن اللغز الذي يحيرنا هو كيف يمكن أن نقتنع بتصريحات حكومية, أننا وصلنا في غزة إلى مستويات من الاكتفاء الذاتي اقتصاديا, في حين أن أسعار الدجاج تثير القلق لدى المقبلين على إعداد ولائم وعزائم سواء في الأفراح أو الأتراح, في ظل توجه اضطراري نحو اللحوم الحمراء, على اعتبار أن أسعارها أضحت في مستوى اللحم الأبيض, مع الفارق أن وليمة لحمة العجل أكثر وجاهة. وإذا أردنا أن نمعن البحث في أسباب ارتفاع أسعار الدجاج قد ندخل في دوامة اعتمادنا على المزارع.. ودجاج المزارع يحتاج إلى الأعلاف, والأعلاف من الاحتلال, ومعبر الاحتلال مغلق, لتذكرنا هذه السلسلة بأنشودة قديمة: "نط الشيخ عالتوتة، والتوتة بدها سلّم والسلّم، عند النجار، والنجار بدو مسمار، والمسمار عند الحداد، والحداد بدو بيضة، والبيضة عند الجاجة، والجاجة بدها قمحة، والقمحة بالطاحونة، والطاحونة مسكّرة، فيها مَيّ معكرة" وهكذا نصبح رهائن معبر الاحتلال أو الأنفاق ويصبح حالنا كحال دجاج القيصر الذي قال فيه نزار قباني: نحن دَجَاجُ القَيْصَرِ .. نأكُلُ قَمْحَ الخَوْف، ونشربُ من أمطار المِلْحْ كلَّ نهارٍ .. يأتينا البوليسُ قُبَيْل صلاة الصُبحْ يَسْتَجوبُنا .. ويهدّدُنا .. ويُعلّقنا .. بين السيفِ.. وبين الرُمحْ * نحنُ دَجَاجُ القيصرِ .. يعلفُنا في فصل الصيفِ، ويذبحُنا في عيد الفصحْ على أية حال هناك تطمينات بتراجع أسعار الدجاج والمحاولات جارية لاجتذاب الدجاج المصري لأسواقنا, لتعويض النقص في الدجاج (الإسرائيلي), ولقلة الدجاج البلدي وغلائه. لكن في كل الأحوال هناك حاجة لأفكار إبداعية للتخلص من الأزمات الطارئة على قاعدة: "لا تعطني دجاجة ولكن علمني كيف أبيض".