اطلع زوار معرض أبو ظبي للكتاب مساء أمس الجمعة، على أقدم كسوة للكعبة المشرفة، إذ نسجت منذ أكثر من 480 عاما في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني الذي بعث بها عام 950 هجرية من إسطنبول إلى الكعبة في مكة المكرمة. ويقول عارضوها إنه لا يوجد لها مثيل في المتاحف العالمية. وتعرض الكسوة دارٌ نمساوية متخصصة في المخطوطات الأثرية، ويقول منظمو المعرض إن الكسوة "تعد أندر قطعة من نوعها، وتقف شاهدا على الفن الإسلامي"، بينما يرى مدير الدار النمساوية العارضة هيغو ويتشيرك أن "الكسوة المعروضة هي أقدم كسوة معروفة للكعبة بهذه الدرجة من الدقة، وهي أفضل حالا من نظيرتها المحفوظة في متحف قصر توبكابي (العثماني بإسطنبول) التي لم يتم حفظها بشكل سليم". وأضاف هيغو أن الفحص الكربوني الذي أجرته جامعة تويبنغين الألمانية "أثبت أن عمر الكسوة مطابق للتاريخ المكتوب عليها"، وأن خبراء الجامعة أكدوا أن وجود التطريز الذي يحمل اسم السلطان العثماني وتاريخ السنة الهجرية "يجعل من الكسوة وثيقة تاريخية" وليست فقط أثرا تاريخيا. وأشار إلى أنه "لا توجد أية كسوة مثبتة حتى الآن أقدم من الكسوة المعروضة في معرض أبو ظبي للكتاب"، إذ إن هناك ثلاث كسوات من القرن الثامن عشر، وباقي الكسوات من القرن التاسع عشر، ولذلك "لا يوجد لهذه الكسوة مثيل في المتاحف العالمية" الشهيرة بمجموعاتها من الفن الإسلامي مثل اللوفر بفرنسا أو المتحف الوطني للفنون الإسلامية في روما. جدير بالذكر أن السلطان سليمان القانوني هو الذي سن -من بين السلاطين العثمانيين- تقليد إرسال كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من إسطنبول عاصمة السلطنة، بعد أن تنسج من أفخر الأقمشة وتطرّز بخيوط الذهب والفضة. وجرت العادة بأن يتم تقطيع الكسوة بعد انتهاء مراسم الحج وتوزيعها على الحجاج، ويُستثنى من ذلك كسوة الكعبة في الحجة التي توافق فيها وقفة عرفات يومَ الجمعة، وهو ما يفسر احتفاظ هذه الكسوة بحالتها المتكاملة حتى الآن.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.