23.27°القدس
23.01°رام الله
21.64°الخليل
27.55°غزة
23.27° القدس
رام الله23.01°
الخليل21.64°
غزة27.55°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: علياء المهدي في دوار المنارة

تعزيزات أمنية مشددة.. جيبات عسكرية وجنود مدججين بالهراوات .. وآخرون بقاذفات القنابل المسيلة للدموع.. غصت مداخل دوار المنارة بالجنود.. انتصفوا ما بين جنود الاحتلال وجنود حفظ النظام في مشهد مهيب قلما يتجلى في هذا المكان.. والمناسبة شخص واحد .. ويافطة واحدة .. كتب عليها "بحبكو كلكو". إنها "علياء المهدي" .. ومن لا يعرف علياء المهدي بطلة التعري المصرية التي تعيش بالسويد بعدما هربت من واقع المجتمع المصري الذي لم يقدر الفن الذي تقوم به. وصلت تسير واثقة الخطى عارية الجسد بعدما رغبت بزيارة رام الله والتعبير عن حبها لقضايا الأمة المتحررة في ظل جو الحريات الراقي وروح الانفتاح السائدة والبعد عن كل ما يتصل بالتخلف والرجعية. بعض الكاميرات ترافقها .. وآخرون تجشموا عناء المجيء لمشاهدة هذا المشهد الغريب من نوعه.. ومن إحدى الشوارع أطلق الغاز المسيل للدموع في وجه بعضٍ من المعترضين على وجودها، ورغم أنهم عكروا جانباً من المشهد إلا أنه لم يؤثر على مجرى هذا الحدث. ومن الشارع المقابل خرجت تظاهرة فنية قوامها عشرات من شباب وصبايا الفلكلور الشعبي المتوشحين بالكوفية السمراء والزي الفلسطيني الأصيل يتراقصون على ألحان التراث الشعبي. الجميع كان سعيداً حتى أن طائرات الهليكوبتر التي مرت لتطمئن على مجريات الاحداث أخذت تلقي بحبات الجالكسي على الدوار، وأخذ الجميع يتناول الجالكسي على شرف هذه الأجواء التحررية السائدة التي أسعدت المحتل وظن أن السلام سيتحقق. وفجأة رفعت علياء لافتة أخرى "ارحل ارحل يا محتل". ساعتها انقلب دوار المنارة رأساً على عقب وانضمت جحافل الشباب والصبايا إلى علياء وإلى جانبهم قوات حفظ النظام وجميعهم يهتف "ارحل ارحل يا محتل". ارتعد جنود الاحتلال خوفاً وسادت حالات من التبول اللا إرادي الذي اضطرهم للانسحاب من المكان فوراً. سادت الدهشة أكثر وأكثر.. فالمسيرة استمرت في طريقها مدينة تلو مدينة ولم يقف أمامهم أحد فجنود الاحتلال هربوا .. والمستوطنون قالوا معاذ الله لا ننظر إلى منكر وهاجروا.. مطار بن غوريون طلب عدداً كبيراً من طائرات البوينج لتنقل مئات الآلاف من اليهود الذين يريدون الرحيل من إسرائيل. أيام قلائل والمسيرة تجوب المدن الفلسطينية المحتلة واحدة تلو الأخرى والجميع يهاجر ويغادر ويهرب.. لم يصرح أحدٌ من قادة الاحتلال فقد سيطر عليهم الرعب حتى بالوا على أنفسهم ولم يجدوا في الملاجئ مسعفاً لهم فغادروا جميعاً على متن طائرة خاصة للولايات المتحدة. لم يبق سوى الآلاف من الإسرائيليين الذين ضاقت بهم السبل ولم يتمكنوا من الهجرة .. هؤلاء هربوا إلى صحراء النقب وتشتتوا بين الرمل ولم يظهر لهم أثر. أصبحت فلسطين حرة متحررة .. "قوم اصحى يلعن أبو شكلك.. انزل افتح المحل" قطع حلمي الغريب أبي صارخاً فيّ، فقد تأخرت على الزبائن الذين ينتظرون أن أفطرهم الفلافل الفلسطيني الأصلي.. تركت الفراش وأنا أقول في نفسي "الله لا يوطرزلك من مخ .. معقول هيك آخرتها".