استنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" عدول متحف الأخبار في أميركا "النيوزيوم" عن تكريم الصحفيين الفلسطينيين محمد سلامة، وحسام الكومي، اللذان قتلا بنيران قوات الاحتلال أثناء تغطيتهما للعدوان على قطاع غزة في تشرين ثاني الماضي. وأوضح المركز في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، أن عدول متحف الأخبار عن تكريم المصورين، جاء بسبب تعرضه لضغوط من اللوبي الاسرائيلي ومؤسسات يهودية في الولايات المتحدة الأميركية. وكانت إدارة المتحف قد أخبرت "مدى" منذ حوالي شهرين بقرارها بضم الكومي وسلامة للائحة الشرف للصحفيين الذين قضوا أثناء أدائهم لواجبهم المهني، على النصب التذكاري المخصص لهذا الغرض، ومن أجل تأمين تواصلهم مع ذويهما في غزة. وأوضح المركز في بيانه، أن التكريم يضم أسماء 2246 صحفيًا قتلوا خلال العقود الماضية، مع تكريم خاص 84 صحفيًا قتلوا خلال العام الماضي، بمن فيهم المصورين الفلسطينيين بحسب مصادرهم، في الاحتفال الذي نظموه يوم أمس، إلا أننا فوجئنا بحذفهما اسميهما منها. يشار إلى أن مؤسسات دولية تعنى بالحريات الإعلامية مثل لجنة حماية الصحفيين، ومراسلون بلا حدود، والاتحاد العالمي لناشري الصحف والأنباء، وغيرها من المؤسسات الدولية، أقرت باستشهاد الكومي وسلامة أثناء قيامهما بعملهما الصحفي. وأثار خبر حذف الصحفيين الفلسطينيين استياء العديد من مناصري حرية التعبير والفلسطينيين، والذين عبروا عن ذلك عبر موقع المتحف على "الفيسبوك" وبمقالات تدين هذا القرار. وكان "حسام سلامة" و"محمود الكومي" قد قتلا خلال عملية عمود السحاب الإسرائيلية، عندما قصفت سيارتهما، أثناء تغطيتهما العدوان الإسرائيلية على قطاع غزة. الجدير ذكره، أن أكثر من 20 صحفيا فلسطينيا قتلوا بنيران الاحتلال أثناء عملهم منذ عام 2000. من جهته، ندد المكتب الإعلامي الحكومي قرار السلطات الأمريكية برفع صورة الشهيدين محمود الكومي وحسام سلامة من المتحف الأمريكي للإعلاميين "نيوزييم"، والغاء تكريمهما، والذي جاء تلبية لمطالبة منظمات يهودية وجماعات ضغط "صهيونية" لذلك. وشدد على أنَّ هذه الإجراءات التعسفية تأتي في سياق تنفيذ المخططات الإسرائيلية التي تحاول إسكات الحقيقة، معتبرة أنَّ هذه الإجراءات تعبّر عن سلوك الإرهاب المنظم المتجذر في العقلية الصهيونية. وطالب المكتب بإعادة صور الشهيدين الكومي وسلامة في المتحف الأمريكي، ووقف الاعتداءات والانتهاكات بحق الصحفيين، وضمان ممارسة العمل الاعلامي بشكل حر ودون ضغوط. وأكد أن هذا التصرف يشكل انتهاكا واضحا لحقوق الإعلاميين القانونية والمهنية والإنسانية، وتعديا فاضحًا على كافة القوانين والاعراف والمواثيق الدولية التي تكفل حرية الرأي والتعبير. كما أكد توثيقه لكافة الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين الفلسطينيين، لإطلاع المؤسسات الدولية والحقوقية على ممارسات الاحتلال العنصرية وتجاوزاته اللاأخلاقية التي تتنافى مع أبسط قواعد الديمقراطية التي يدعيها. وطالب المكتب كافة المؤسسات المعنية بحقوق الصحفيين، لتحمل مسئولياتهم والوقوف أمام غطرسة الاحتلال وعدم التجاوب معها، و الضغط عليه للكف عن جرائمه المستمرة، وتفعيل قضية الاعتداء على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية وفضح ممارساته بحق الصحفيين .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.