18.34°القدس
18.21°رام الله
17.19°الخليل
23.39°غزة
18.34° القدس
رام الله18.21°
الخليل17.19°
غزة23.39°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: رمضان.. التهاني "بالنهفات" والسبب "فش" بنزين بالمحطات

مع حلول شهر رمضان يتأهب الفلسطينيون لتقديم التهاني والتبريكات لأحبائهم وأصدقائهم، وتجد المارة في الشارع بعد أن يطرحون السلام على الجلوس أو المعارف و الأصدقاء يرددون عبارة "رمضــان كريــم" فيرد عليه المستقبل لهذه الكلمات "الله أكرم". "رمضان كريم" هذه العبارة باتت كعلامة مسجلة خصصت للتهاني في هذا الشهر فتجدها تتكرر في الإعلانات، وفي محطات التلفزة، ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وعلى مداخل المحال التجارية، كما أن العديد من الأغاني الأناشيد استهلت بهذه العبارة كأغنية "كريم ياشهر الصيام"، و"حالوا ياحالوا رمضان كريم يا حالو" التي باتت تنبع من حناجر أطفالنا الذين يحتفلون بقدومه ومن فوانيسهم. وبقيت هذه الكلمة تتربع على عرش التهاني في رمضان، رغم اختلاف المشايخ على صحتها بين من رأى أنه لا بأس بها لأنها تحمل الإخبار عما يحصل من تفضل الله تعالى على عباده في هذا الشهر العظيم، وبين الفريق الذي على رأسه "ابن عثيمين" عندما فضل أن تستبدل بـ"رمضان مبارك"، لأنه كما يرى أن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريما، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل،وجعله شهرا فاضلا. وبعيدا عن صحة "رمضان كريم" من عدمها، فإن الفلسطينيين يحرصون على تبادل التهاني في هذا اليوم إما عبر الاتصال الشخصي المباشر، أو عبر إجراء اتصال هاتفي، أو خدمة الرسائل القصيرة "sms" والتي باتت اليوم الوسيلة الأنسب لهذا الغرض لما توفره من مميزات إذا بإمكانك أن ترسلها إلى أي مكان في العالم وبأقل وقت وجهد وثمن. وبسبب ميل الفلسطيني لاستخدام هذه الخدمة في تقديم التهاني بشهر رمضان، تقوم الشركات المزودة لخدمات الاتصالات الخلوية بعمل عروض على حزم رسائل قصيرة للمشتركين مع اقتراب الشهر الفضيل، وهناك من يقوم بشراء عدد كبير من الرسائل عبر الشركات المزودة لها وهي الخدمة المسماة "bulck sms" والتي ترسل عبر حساب على موقع في الانترنت. ومع تطور هذه الخدمة برزت خدمة نقل الوسائط من الصور والأغاني والأناشيد ومقاطع الفيديو المسماة "mms"، التي ألغت بدورها كروت المعايدة التي كانت ترسل في السابق عبر البريد من الأقارب المتواجدين بالخارج، إذ بات اليوم من السهل إرسال بطاقات المعايدة عبر هذه الخدمة، أو من خلال البريد الالكتروني، والتواصل الاجتماعي، وتطبيقات "الهواتف اللوحية" ومن أشهرها "واتساب"، بأسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف. وبالعودة إلى مضمون الرسائل التي لقيت رواجا بين المهنئين في هذا العام، فقد خيمت أزمة إغلاق المعبر، وهدم الأنفاق والتي بدورها أدت إلى شح في غاز الطهي، والوقود، وانقطاع الكهرباء على مضمون العديد منها. "كل عام وجرتكم مليانة غاز، وكهربتكم جاية ثلاثة فاز، والبلد شبعانة بنزين وكاز، رمضان كريم"، كانت هذه إحدى الرسائل التي وصلت إلى الكثيرين حيث أدخل عليها نوع من النقد الساخر للواقع الذي يمر به القطاع. وانصب محتوى هذه الرسائل القصيرة لهذا العام في أربعة جوانب رئيسة رافقت "رمضان كريم"، أولها الجانب الروحاني، حيث كان ينصب فحوى الرسائل على قبول العمل من الله ومحو الذنوب، ومنها "أسأل الله لكم في رمضان حسناتكم تتكاثر وذنوب تتناثر وهموم تتطاير رمضان كريم"، و"أسأل الله لكم في شهر رمضان أن يجعل بسمتكم سعادة وصمتكم عبادة وخاتمكم شهادة ورزقكم في زيادة". بينما ركز الجانب الثاني على المحبة والمودة التي تجمع بين مرسل الرسالة بمستقبلها، نأخذ منها، "إلى من يمتلكون المحبة والمودة في قلبي كل عام وانتم بخير ورمضان كريم"، و "كعادتي لا أنسى أحبتي فمسكنكم مهجتي فهم فرحتي وحلاوة دنيتي رمضان كريم". ولم ينس الفلسطيني في هذه المناسبة وطنه المحتل، وأقصاه الأسير ففي هذا الجانب أعرب الفلسطينيون عن أملهم بتحرير الأسرى من السجون، وتحرير وطنهم ومسراهم، ومن أشهر الرسائل، "رمضان كريم، أعاده الله علينا وقد تحررت مقدساتنا وأسرانا ووطننا، وكل عام وأنتم بخير". أما الجانب الأخير فكان الجانب الكوميدي الساخر، والذي يسمى باللغة الدارجة "النهفات" حيث جاءت انعكاس للواقع الذي يمر به القطاع نتيجة استمرار الحصار على المقومات الأساسية للحياة المعيشية، ومن هذه الرسائل، "مدير شركة الكهرباء بغزة يهنئك بقدوم رمضان بنص الصيف، وبقول إلك هوي بإيدك محدش هيفيدك، ورمضان كريم" وتوالت التهاني الساخرة ومنها "قريبا في فلسطين، مهر العروس ثلاثون لترا من البنزين مقدما، وخمسون لترا مؤخرا، ومائة لتر عفش البيت، والدبلة جلدة غاز، والعرس بأفخم محطة بنزين، رمضان كريم". إن هذه الرسائل تعكس مدى إتجاه الشعب الفلسطيني نحو صناعة الأفراح، ومدى حاجته للمرح والسرور رغم الخطاب السائد الذي يتردد "كيف نفرح وأقصانا محتل" ..إلخ من العبارات، فهم يعملون على اقتناص النكت من واقعهم الذي يعيشونه لطهي "وجبات كوميدية" تناسب أجواء الاحتفالات بالمناسبات السعيدة والأعياد، ولهذا فقد تعتلي "المعايدة بالكوميديا" على رأس قائمة عبارات المعايدة.