14.45°القدس
14.21°رام الله
13.3°الخليل
16.1°غزة
14.45° القدس
رام الله14.21°
الخليل13.3°
غزة16.1°
الإثنين 03 فبراير 2025
4.44جنيه إسترليني
5.1دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.74يورو
3.61دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.44
دينار أردني5.1
جنيه مصري0.07
يورو3.74
دولار أمريكي3.61

خبر: حين نحتاج "مفطّراتي"أكثر من الـ"مسحّراتي"

ألف أهالي سكان قطاع غزة في سابق السنين القريبة الاستيقاظ على صوت "المسحّراتي" الذي كان يدور في الحارات بين أزقة الشوارع مردّداً بصوته الندي "اصحى يا نايم .. وحّد الدايم .. رمضان كريم"، ما كان يضفي لمسة خاصة تزيد من تميّز الشهر الفضيل. غير أنه مع تقلّب الأيام ومضيّ السنين، انقلبت عادة الناس في غزة وأصبح السهر وعدم النوم طوال ليالي شهر رمضان الكريم أمراً جديداً يلازم الأجواء الرمضانية في ثوبها الحديث. ولعلّ الكثير من العوامل التي يختص بها أهالي قطاع غزة من انقطاع متواصل للتيار الكهربائي، وارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وارتفاع معدلات البطالة، وقلّة عدد ساعات الليل مقارنة بساعات النهار، والأوضاع السياسية التي تعيشها المنطقة العربية وخصوصاً مصر، وغيرها من العوامل ساهمت في انتشار هذه الظاهرة. [title]محفّزات السهر[/title] الشاب العشرينيّ محمد أبو جزر يوضّح في حديثه لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن شباب الجيل الجديد بشكل عام لديهم من مقومات التسلية والترفيه ما يجعلهم ينفرن من النوم ويعمدون للاستيقاظ والسهر طوال ساعات الليل. وأضاف "في حال توفّر التيار الكهربائي وعدم انقطاعه، نجتمع أنا وأصدقائي ونتبادل الأحاديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة، أو نسهر على التلفزيون نتابع المسلسلات والأفلام، وحال انقطاع الكهرباء يكون لقاؤنا في الشارع أو على شاطئ البحر بحثاً عن نسمات الهواء التي تخفّف حرّ الصيف". أما المواطن الثلاثينيّ هيثم الغرباوي فيبرر انتشار هذه الظاهرة بشكلها الملحوظ في المجتمع يعود لانتشار البطالة بشكل كبير بين صفوف المواطنين، موضحاً "لو كان للناس أعمال ومشاغل صباحاً، لرأيت الجميع يخلد للنوم". ولفت الغرباوي في حديثه لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن "المسحّراتي" أصبح في هذه الأيام يمر من أمام الناس وهم جلوس على نواصي الطريق، وأصبحت مهنته "عادة" فقط بعد أن فقدت قيمتها الحقيقية في إيقاظ الناس لتناول طعام السحور. من جانبه، اعتبر المدرس خليل رجب أن قلّة عدد ساعات الليل مقارنة بساعات النهار، واشتعال الأحداث في مصر وتوترها، ساهم في بقاء كثير من الناس والتفافهم حول التلفاز أو جلوسهم في الشارع لمناقشة الأحداث في وتطوّرها، وذلك للارتباط التاريخي الوثيق الذي يربط قطاع غزة بمصر جغرافياً ووجدانياً. [title]نوم بلا عمل أو طاعة[/title] الحاج أبو صالح المدهون أبدى امتعاضه من هذه الظاهرة الجديدة، داعياً الناس إلى استغلال شهر رمضان بليله ونهاره بالطاعة وعبادة الله والتقرّب إليه. وتساءل في حديثه لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" مستغرباً "لست أدرى ما فائدة صيام الإنسان المسلم الذي ينام من مطلع الشمس إلى مغربها في رمضان، فكيف له أن يشعر بغرض الصيام وهو الشعور بالجوع والعطش والإحساس بالفقراء الذين لا يجدون ما يأكلون ؟". وأضاف "عندما كنّا شباباً، كنا نستيقظ من شروق الشمس ونبقى نعمل في حرث الأرض وغيرها من الأعمال إلى ما قبل العصر، ثم نقرأ القرآن بعد العصر حتى آذان المغرب، أما حال شباب اليوم نوم بدون عمل ولا طاعة". واختتم الحاج بقوله "جيل اليوم بحاجة لمن يوقظه للإفطار، بعد أن كان الناس في السابق بحاجة لـ"مسحّراتي" يوقظهم لتناول طعام السحور".