قال قادة بالفصائل الفلسطينية إن دعوة رئيس الوزراء إسماعيل هنية التي وجهها للفصائل مؤخرًا، للمشاركة السياسية في إدارة قطاع غزة دعوة مسئولة وصادقة لها خلفيات وطنية. وأكد هؤلاء خلال لقاء سياسي عقدته وزارة التخطيط بعنوان "الطريق إلى الشراكة السياسية في إدارة قطاع غزة، الأربعاء، أن الدعوة تمهد لشراكة حقيقة مع كل الفصائل، ومن شأنها تعزيز مفهوم الديقمراطية والتداول السلمي للسلطة. وجدد المستشار السياسي لرئيس الوزراء يوسف رزقة تأكيده على أن دعوة هنية للشراكة في إدارة غزة مكررة وليست وليدة 2013، موضحاً أنه دعا إليها عام 2006 حينما بدأ تشكيل حكومته، وعام 2009 بعد الحرب على غزة. ورفض رزقة تأويل البعض لهذه الدعوة بأنها جاءت وسط أزمة وإرباك تعيشه حماس، مضيفاً "متى كانت غزة خارج أزمة أو إرباك، فنحن ومنذ عام 48 ونحن نعيش أزمات، لكن أحداً من الأطراف لم ينجح في حل هذه الأزمة". وشدد رزقة على أنَّ هذه الدعوة صادقة ولها خلفياتها الوطنية، وتمهد لشراكة حقيقية أو عامة بمشاركة كل الفصائل والشعب، مبينًا أن من شأنها تعزيز مفهوم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. وأكد أنَّ الحكومة بدعوتها الأخيرة للشراكة لم تصل إلى كل ما تريده، لكنها وصلت لبعض ذلك، من خلال الشراكة في الفعاليات السياسية والشعبية، وتعزيز فكرة الشراكة والمسئولية على المستوى النظري. وأوضح رزقة أن "هذه الدعوة أوصلتنا إلى تبادل أفكار حول الانتخابات السياسية والنقابية والبلدية"، قائلاً نأمل بأن تتطور هذه الأفكار نحو قراءة لكافة بنود المصالحة الوطنية". ". ونوه إلى أن بعض الفصائل رفضت هذه الدعوة الأخيرة كسابقاتها لأسباب تعود إليها قد تكون سياسية أو ظرفية، مؤكدًا أن حماس والحكومة تحترمان هذا الرفض، كون لكل طرف مبادئه وأفكاره وقيوده. وتابع:" دعوة الشراكة السياسية جاءت بعد تخلف تحقيق المصالحة وعدم تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية، بالإضافةً إلى الأوضاع التى تشهدها المنطقة وتفرد رئيس السلطة محمود عباس بالقرار. واقترح رزقة إنشاء جبهة وطنية لمواجهة المفاوضات، لافتاً إلى أن كل الأطراف لها مواقفها وقيود تتحكم بها فى إتخاذ القرار. بدوره، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أن حركته رحبت بدعوة الحكومة للشراكة السياسية، لافتاً إلى أن هذه المسألة لا زالت تحتاج إلى دراسة ونقاش في صفوف الحركة. وأشار المدلل إلى أن هذه الدعوة عامة تحتاج إلى توضيح في تفاصيلها، والإجابة عن تساؤلات حول إن كانت هذه المبادرة والشراكة تحت سقف "أوسلوا" أو لا؟. وشدد على ضرورة أن تكون الدعوة جادة من قبل الجميع للتوجه نحو المصالحة من خلال الاتفاق الوطني على شكل هذه الشراكة، داعيًا لعقد إتفاقيات حول الفعاليات وعمل النقابات وانتخابات البلديات والجامعات كخطوة لتخفيف الاحتقان. من جهته، طالب القيادي في الجبهة الشعبية رباح مهنا الفصائل بضرورة إنهاء الانقسام قبل تحقيق الشراكة السياسية. وقال مهنا: "هناك ما هو أهم قبل تحقيق الشراكة وهو تشكيل قيادة موحدة للضفة وغزة"، مطالباً بتفعيل الإطار القيادي الوطني لمنظمة التحرير. وانتقد رفض بعض الفصائل لهذه الدعوة، قائلًا "لنختبر جدية هذه الدعوة من عدمها في الميدان ونعلن ذلك سلباً أو إيجاباً، ويجب أن نتخذ من هذه الدعوة كخطوة لردم هوة من هوات الانقسام الذي كان أساسه رفض نتائج الانتخابات".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.