19.68°القدس
19.44°رام الله
18.3°الخليل
24.04°غزة
19.68° القدس
رام الله19.44°
الخليل18.3°
غزة24.04°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: التحول المعقد

يستقبل ميناء الإسكندرية أول سفينة حربية من الأسطول الروسي في المتوسط منذ تسعينيات القرن الماضي. يقال إن الزيارة تدشن لزيارات لاحقة، ولتفاهمات مصرية روسية. ويقال في الإعلام إن تحول مصر نحو روسيا جاء نتيجة مباشرة للموقف الأميركي الذي ترجم نفسه بقطع بعض المساعدات الأميركية للجيش المصري. قادة ٣ يوليو غير راضين عن الموقف الأميركي المتحفظ أو المتردد، بالرغم من الدور الأميركي في صناعة الانقلاب على مرسي والإخوان. التحفظ الأميركي العلني يرجع لأسباب داخلية أميركية تتعلق بالقوانين ، والقيم ، والرأي العام. وقد يرجع إلى قناعات أميركية قلقة حول مستقبل الانقلاب ، وبقائه في السلطة. لا داعي لتتبع أسباب ازدواجية الموقف الأميركي بين المعلن وغير المعلن، ولا داعي للبحث عن التباين في موقف الإدارة الأميركية، وموقف البنتاغون ، وموقف الكونجرس، فثمة أسرار قد لا نقف عليها، ولكن يكفينا الإجراء العملي للإدارة بقطع بعض المساعدات، وتوظيف القاهرة لشركة علاقات عامة قريبة من إسرائيل لتحسين صورة النظام القائم عند المسئولين الأميركيين وصناع القرار لنقول إن هناك تحفظاً أميركياً على ما يجري في مصر ، وأن هذا التحفظ أوجد منطقة فراغ لتدخل منها روسيا. هل دخول روسيا إلى مصر جاء بتخطيط أميركي ، أم جاء نتيجة غضب مصر من واشنطن ؟ الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى مزيد من الوقت والانتظار ، لا سيما أن هناك أصواتاً تقول إن السعودية هي التي تقف خلف الموقف المصري، على قاعدة أن السعودية تريد معاقبة أوباما بسبب الملف السوري والإيراني من خلال مصر وتوجيهها نحو روسيا. مسألة التحول هذه ليست سهلة ، أو بهذه البساطة، ومفهوم معاقبة أميركا أمر فيه نظر. وهنا نسأل هل تملك هذه الأطراف توقيع عقوبة على واشنطن؟! وهل يمكن لمصر أو السعودية التخلي الجزئي أو الكلي عن مصالحها مع واشنطن؟! وهل روسيا تمثل البديل عن أميركا في فكر هذه الأنظمة ورؤيتها؟! وأين تقع إسرائيل من فكرة التحول هذه؟! إسرائيل لاعب أساس، كما أن إيران لاعب إقليمي مهم. مسألة التحول مسألة معقدة ، وليست بهذه البساطة التي يمكن بناؤها، أو الجزم بوقوعها ، بمجرد زيارة سفينة حربية إلى الإسكندرية، أو بمجرد زيارة بوتين إلى مصر. مصر في حاجة لواشنطن، والخليج لا يملك القدرة على مجافاة أميركا، أو معاقبتها. نعم ثمة امتعاض مصري وسعودي وإماراتي من المواقف الأخيرة لإدارة أوباما، وواشنطن تعلم هذا، لذا أرسلت جون كيري لهذه الدول لتطمينها، ونزع أسباب القلق منها، مع إبقاء القرار في يدها ، أعني في يد واشنطن. وعليه أقول إن من يتحدث عن تحول حقيقي، أو كبير، عليه إعادة قراءة شبكة العلاقات التاريخية بين الدول المذكورة، وواشنطن، دون القفز عن إسرائيل من ناحية، وإيران من ناحية أخرى. ما يجري الآن هو ردود أفعال لا سياسات تقررت بمؤسسة وخطط مسبقة.