19.68°القدس
19.44°رام الله
18.3°الخليل
24.04°غزة
19.68° القدس
رام الله19.44°
الخليل18.3°
غزة24.04°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: غزة امتحان متجدد

(دان من طين ودان من عجين). عبارة صادقة تلخص الموقف (الإسرائيلي) من مشاكل الحياة اليومية في غزة، لا سيما على مستوى الكهرباء، ومواد البناء والإعمار. دولة الاحتلال والعدوان المتجدد فرضت الحصار على غزة وذهبت إلى النوم. الحصار فرض على غزة لإجبارها على الاستسلام. غزة التاريخ والحاضر لا تعرف الاستسلام، لذا أسموها غزة. دولة الظلم والاحتلال لا تعرف الإنسانية، ولكنها لا تستطيع تطبيق الحصار المؤلم وحدها على غزة الصامدة. ثمة شركاء لها في الظلم وفي حصار غزة. الشركاء عرب وإفرنج ، نقول هذا بلا مواربة، لأن الواقع المؤلم فضح العرب والإفرنج على السواء. الأمم المتحدة بمؤسساتها المختلفة تدرك حجم الأضرار اليومية التي يسببها الحصار لغزة على مختلف شرائحها ،من أطفال وشيوخ، وشباب وشابات، ورجال ونساء، وقد أفاضت الأونروا في رصد هذه الأضرار وبيانها للمجتمع الدولي. تحدثت عن أزمة الكهرباء، وتوقف مشاريع البناء التي تشرف عليها، وقالت إن سلعة الأسمنت التي تصلها تستخدم في بناء المدارس، وفي إصلاح المنازل المتضررة، ولا يصل منها شيء إلى حماس ، أو إلى الحكومة .بان كي مون، وموظفوه، ممن هم دونه في المسئولية طالبوا سلطات الاحتلال برفع الحصار عن غزة، وإدخال الأسمنت لأنه يساهم في علاج البطالة وتحقيق الاستقرار. ولكن حكومة الاحتلال ( طناش)، (دان من طين ودان من عجين). منظمات الأمم المتحدة حالها يقول: ( جاءت منك يا جامع) ، الباب مغلق، لذا تسقط الصلاة. النظام العربي، بعضه على الأقل لئيم، يقول إنه يطالب برفع الحصار، ولكنه واقف مع الجمهور يتفرج على المباراة. بعض العرب ربما يطلب من إسرائيل التشديد. حكومة نتنياهو تعرف كنه المواقف العربية، لذا هي لا تبالي بما في الإعلام العربي من مخدرات أو تخدير. الشعوب العربية، بعضها أيضاً مغفل ، أو يعيش في غفوة، ويلعن إسرائيل، ويحسب أن قادته قد فعلوا الواجب مع غزة ، ومع الإسلام. النظام العربي قادر بلا شك على تفكيك الحصار ورفعه عن غزة، هو يملك القدرة، ويملك الوسيلة، ولكنه للأسف لا يملك الإرادة. العالم العربي يدعو إلى تحرير القدس، ويزعم أنه يضحي بأنفس ما يملك من أجل القدس وفلسطين ؟! في غزة مجتمع واع يحسن الاستماع ولا يجامل القادة، لأن ( ما فيه بيكفيه) كما يقولون ، لذا تجده يعقد للعرب يوميا امتحانا أصغر وأهون من امتحان القدس .للأسف الجميع راسب في الامتحان النصفي الأصغر، ولا أمل لأحدهم أن ينجح في النهائي. امتحان القدس نهائي ، ولا ينجح فيه من رسب في امتحان الكهرباء، أو الأسمنت، أو فك الحصار. الأونروا عامل كالصليب الأحمر، والنظام العربي عامل كالمطافي، والمنطقة تحترق على المستوى الإنساني ، وعلى مستوى حقوق الإنسان، بعد أن احترقت عسكريا بالاحتلال ، ثم بالحصار، ثم بالعدوان المتجدد. غزة لا تثق بمفاهيم كثيرة مكتوبة في جامعة الدول العربية، وفي منظمة التعاون الإسلامي، وفي الأمم المتحدة، وفي مجلس الأمن. غزة تثق بالله أولا، ثم برجالها ممن يحملون راية العزة، والآخرة. غزة لم يعد يضيرها كثرة الراسبين في العالم العربي، لأن ناجحا واحدا خير منهم جميعا. غزة امتحان متجدد للزعيم وللغفير على السواء