20.55°القدس
20.27°رام الله
19.42°الخليل
24.53°غزة
20.55° القدس
رام الله20.27°
الخليل19.42°
غزة24.53°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: من هذه السلطة بالضبط

الحالة الراهنة التي وصلت لها القضية الفلسطينية وتلاشيها من الاهتمام العالمي وحتى العربي تجعل الحديث عن الخلافات الفصائلية الفلسطينية الداخلية زهيدا رخيصا، والاعتداءات الصهيونية المتوالية على الأرض والإنسان والتاريخ والجغرافيا والثوابت الفلسطينية ودخولها على الملفات الكبرى تُصفّيها وتمزقها تجعل الحديث عن الكثير من تقصيرات واعتداءات سلطة فتح نوعا من شراء الأدنى بالأعلى ومن تشتيت الرؤية الإستراتيجية.. غير أن بعض ما تأتي به هذه السلطة لا بد من تناوله وتعريته وإدانته ووقف الرأي العام عليه لأنه – في تقديري - لا يقل خطورة وإجراما عن الاحتلال ذاته، ولا يمكن فهمه إلا على أنه دعم للاحتلال وتثبيت له وتذيل له. لست أتحدث هنا عما تفعله السلطة ضد حماس تحت عنوان الانقسام والخلافات الأيديولوجية فهذه خصومات صارت جزءا من حياة السلطة وأداءاتها.. كما لا أتحدث عن السلسلة الطويلة والمتفرعة من الفساد الممتد في كل الملفات والمجالات المالية والإدارية والأمنية والسياسية ومتعلقاتها المعيقة لمشروع التحرير بكليته.. ولا أتحدث عن التنسيق المخابراتي بينها وبين الاحتلال في الضفة ؛ فالكلام عن هذا يطير - عادة - أدراج الرياح فضلا عن للقوم مشجبا دائما يعلقونه عليه. ما أقصده هنا وتحديدا "ثلاثة أحداث" تناقلتها وسائل الإعلام ولكل منها وقعه وخطورته وتداعياته ومؤشراته.. الحدث الأول: انكشاف دور السلطة في التعاون الاستخباري مع العدو أدى أخيرا لكشف نفق كبير في خانيونس بغزة كانت تعده حماس لخطف جنود صهاينة من أجل تحرير الأسرى بهم.. الحدث الثاني: تقديم السلطة معلومات جمعتها للأمريكان تتعلق بليبيا وأدت لاعتقال أبي أنس الليبي.. الحدث الثالث: زيارة من يسمى وزير أوقاف السلطة – الهباش – لمصر واستضافة معظم قنوات الفلول له، والصورة التي قدمها ورمى باتجاهها فيها عن الشعب الفلسطيني. أما موضوع النفق؛ فقد كشفت "شبكة أوراق الإخبارية" وثائق سرية موجّهة من جهاز مخابرات سلطة محمود عباس إلى المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" كشفت فيه عن نفقين في قطاع غزة أعدت أحدهما كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وأعدت الآخر حركة الجهاد الإسلامي.. وحسب مراقبين أنّ الوثائق المسرّبة تتمتّع بمصداقية عالية يؤكدها اكتشاف الجيش "الإسرائيلي" لنفق خانيونس قبل أيام.. اللافت أن هذا الحدث يتعلق بغزة التي لا تخضع لولايتها الأمنية ولا السياسية.. كما أنه يأتي في وقت يعلن متحدثو السلطة فيه ليل نهار أنهم غاضبون من الاحتلال، وأن المفاوضات معه فاشلة، وأنه بات يمزق الملفات الكبرى وفي وقت يقدم نوابه لبرلمانهم المشاريع تلو المشاريع للاستيلاء على الأقصى زمانيا ومكانيا.. وعليه فمن هذه السلطة؟ وأين القضية الفلسطينية واستحقاقاتها في وجدانها وسلوكها؟ وأما موضوع "أبي أنس الليبي" فقد طالعتنا صحيفة الوطن الليبية بخبر مفاده أن ضابطين يتبعان لمدير مخابرات السلطة في الضفة "ماجد فرج" قد وفّرا معلومات أمنية عن تحركات "أبي أنس الليبي" الذي اختطفته قوات أمريكية خاصة من مدينة طرابلس الليبية ونقلته إلى مركز تحقيق في الولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب ما ذكرت الصحيفة أن أمريكا تحضّر لتكريم المدعو "ماجد فرج" على دوره القذر والأساس في اعتقال الرجل.. هذا يعني أن السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية أضحت رمزاً للجاسوسية والعمالة والمأجورية.. وهذا يذكرنا بما سبق أن كشفته حماس من وثائق وملفات المخابرات الفلسطينية الفتحوية التي عثرت عليها بعد معركة الحسم في غزة وأثبتت أنها - السلطة - كانت تتجسس على الباكستان والسودان وأفغانستان وعلى دولة مالي لمصلحة الكيان العبري وحلفائه.. السؤال مرة أخرى: من هي هذه السلطة بالضبط؟ وأين القضية الفلسطينية ومستوجباتها في سلوكها ووجدانها؟ وأما زيارة الهباش لمصر وما قاله في إعلام الفلول.. فقد هاجم حماس وأخواتها هجوما شاملا مُسفّا استغرق كل لقاءاته.. حتى إنه لم يتناول قضية القدس بكل جوهريتها إلا عرضا في سياق هذا الهجوم.. ما يلفت هنا ليس أنه الهباش! ولا أنه يسب حماس! فقد تعودت حماس ذلك منه.. ولكن أن يحرض مصر على غزة! وأن يتعامى عن الاحتلال! وأن يغيب عنه الأقصى وهو - في المفترض – وزير أوقاف يعتبر الأقصى وملحقاته قمتها.. ثم أليس ذلك تدخل في الشأن المصري.. ونعود لنسأل: من هي هذه السلطة؟ ومن هو هذا الوزير؟ وما هي رسالتهم الإعلامية؟ وأين القضية في سلوكهم ووجدانهم؟ آخر القول: واضح أن سلطة رام الله قد خرجت تماما ونهائيا عن القضية الفلسطينية، وعن مراميها البعيدة والقريبة، وواضح وأكيد أن هذه السلطة متورطة في معادلات محلية وإقليمية ودولية توجب الحذر منها وتجعل أقربيها يخشونها قبل أبعديها