21.91°القدس
21.57°رام الله
20.53°الخليل
24.95°غزة
21.91° القدس
رام الله21.57°
الخليل20.53°
غزة24.95°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: تمرد "تمرد"

ماذا يعني تسليط الأضواء الآن على ثوار محمد محمود الذين باعوا الثوار الإسلاميين في رابعة والنهضة و9 مجازر أخرى وقعت حتى الآن واستشهد فيها ما لا يقل عن 3 آلاف شهيد؟ وماذا يعنى إعلان أكثر من مجموعة من حركة تمرد في محافظات الإسكندرية وسوهاج ومطروح وأسيوط والإسماعيلية والدقهلية وغيرها انفصالها عن الحركة المركزية بالقاهرة لاتهامها بالخروج عن مسار الثورة ونزولها للشارع لاسترداد الثورة؟ وماذا يعنى تسليط الإعلام الأضواء على بنات تظاهرن واعتقلن من حركات ثورية يسارية أو ليبرالية وإقامة الدنيا على رش الشرطة مياه عليهن واعتقالهن، بينما يجري الصمت على اعتقال وحبس 21 فتاة 11 سنة ووضع الكلبشات الحديدية في أيديهن وإطلاق الرصاص الحى على مظاهرات بنات من التيار الإسلامي؟ هل ما يجري هو إرهاصات حالة فوقان لكل القوى الثورية بعدما أدركوا أن مصر كلها تعود للدولة البوليسية ودولة العسكر، خصوصاً بعد تحصين وزير الدفاع في الدستور، وقصْر تعيينه وعزله على المجلس الأعلى للقوات المسلحة لا الرئيس المنتخب؟ أم أنه دليل على تهاوي التحالف الداعم للانقلاب في مصر؟ أم أن موعد ركوب الثورة حسب التوقيت المحلي للانقلابيين قد حان بعدما شعروا بسحب البساط من تحت أقدامهم، وأن ما يجري من نشطاء اليسار واليمين من مظاهرات ومعارضة مصطنعة واعتقال للنشطاء وانتقاد للحكومة هو مجرد فيلم هندي؟! البعض يرى أن ما يجري هو محاولة لقطع الطريق على تحالف الشرعية بعدما أثبت نجاحه في قيادة الثورة الشعبية وكسر قانون التظاهر وأثبت أنه باق في التظاهر خمسة أشهر في الشارع رغم الاعتقال والقتل اليومي، وأن ما يجري حاليا هو صناعة هوجة ثورية مصطنعة من تمرد ومن نشطاء محسوبين ومصنوعين على يد أجهزة أمن الانقلاب، ويذكرنا بأن هؤلاء –رغم التضامن معهم ضد اعتقالهم– كانوا أول من حرض على فض اعتصامات النهضة ورابعة بالقوة والقتل وزعموا أن بها أسلحة ومنهم علاء عبد الفتاح! والبعض الآخر يرى أن هناك عمليه تثوير للمجتمع مقصودة بالحكم على البنات بأحكام غير منطقية والإفراج عن بنت حمدين صباحي وحبس باقي عصابة الإنترنت واتهام بنت محمود سعد للشرطة بتعذيبها ثم إطلاق النيابة سراحها رغم أن التهمة الموجهة لها مع باقي زملائها هي نفس تهمة فتيات الإسكندرية (!). وآخرون يرون -على فيس بوك- أن ما يجرى ما هو سوى صراع أجهزة المخابرات مع بعضها أو صراع قوى سياسية مدنية وأخرى عسكرية وأمنية على النفوذ، بدليل التسريبات التي تخرج عن الفريق السيسي، ويليها نشر فضائح فساد لمسئولين آخرين أو تسريبات تدينهم وتشوه صورتهم. ولكن هناك فريقا آخر لا يشكك في نوايا الشباب الثوري، شباب محمد محمود، ويرى أنهم بدؤوا يفيقون من مخدر حركة 30 يونيو ويدركون حقيقة تحول مصر إلى حكم بوليسي وهيمنة العسكر مرة أخرى على الدولة، وأنهم كانوا مجرد أدوات لتنفيذ هذا المخطط، ويرى هذا الفريق أن هذه فرصة حقيقية للمصالح بين كل الثوار، وتقديم كل طرف للتنازلات لنصرة الثورة، والاتفاق على قواعد عامة للمحاسبة وتوزيع السلطة. أنصار الفريق الأول يتساءلون: هل الانقلاب أوشك على الاعتراف بهزيمته، وأن وجود التيار الإسلامي فقط في الشارع سيجعله هو صاحب الصوت القوي كما حدث في ثورة 25 يناير، فكان لا بد من وجود قوى أخرى وتغيير الملعب؟ أما أنصار الفريق الآخر، الذي يؤيد تجميع قوى شباب الثورة مرة أخرى، فيرى أن الوقت قد حان لاسترداد الثورة، وأنه لو استمر الخلاف وثبتت دولة مبارك أركانها مرة أخرى بالقمع فسوف تدخل مصر مرحلة بيات شتوي لن تقل عن 60 عاماً أخرى ويستمر تأخر مصر بين دول العالم. هؤلاء الذين يشككون في هذه التطورات ويرون أن الثورة تسرق من الإسلاميين الذين كانوا وقودها حتى الآن، يعتقدون أيضا أن أمريكا تسابق الوقت حتى لا تكون ثورة إسلامية خالصة كاملة، ولذلك تسعى لوضع عملائها في الجانب المعارض من الآن وتلمعهم، ويتوقعون عودة البرادعي للظهور قريباً لهذا الغرض، ويعتبرون نقد نائب رئيس الوزراء زياد بهاء الدين لقانون التظاهر جزءاً من هذه اللعبة. أما من يحسنون الظن في ثوار الأمس المخالفين لهم أيديولوجيا، فيرون أنها فرصة سانحة لإعادة ترتيب أوضاع البيت الثوري مرة أخرى، ووضع حد لعودة الدولة البوليسية وإنهاء "عسكرة الدولة"، والانتقال لدولة مصرية ديمقراطية عصرية يعيش تحت سقفها كل المصريين واستفادة الجميع من أخطائه وإدراك أن قوى الثورة المضادة بالداخل والخارج قوية وتحتاج لقوة مماثلة لمواجهتها. ترى أي الفريقين أحق بالرأي؟ الأيام المقبلة ستؤكد صدق أي من الفريقين.