21.91°القدس
21.57°رام الله
20.53°الخليل
24.95°غزة
21.91° القدس
رام الله21.57°
الخليل20.53°
غزة24.95°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: مسوّغات المفاوضين لا قناعاتهم!

لكثرة تكرارها منذ عشرين عامًا؛ باتت مفردات خطاب مفاوضي الاحتلال من الفلسطينيين محفورة في الوعي الفلسطيني، وتحديداً في الشق السلبي منه المقترن باستحضار المصائب وتخيّل العدمية وتخزين الأوهام! قبل مدة قال أحد مفاوضي السلطة وحركة "فتح" في لقاء إذاعي وفي لحظة مصارحة غريبة إنهم (أي المفاوضين) يعلمون أن المفاوضات لن تنجح في تحصيل الحق الفلسطيني، ولا إلزام (إسرائيل) بتجميد الاستيطان، وأنهم لا يتوقعون جني ثمرة حقيقية منها! لكنهم مضطرون لخوضها بسبب الضغوط الخارجية الممارسة عليهم، والتي لا تملك السلطة أن تردّها أو تتحداها! هذا المفاوض شرح واقع الحال وقناعاته الحقيقية، لكنه لم يبيّن أسبابه، كما لم يشر إلى معناه الخطير، وما الذي يقوله عن واقع السلطة ودورها وجنايتها بحق الشعب الفلسطيني وقضيته، لأن الأمر ببساطة أن هناك عملية "استهبال" وتخدير واسعة للشعب تمارسها قيادة السلطة، بل تقدّم بين يديها قرابين كثيرة ليس أقلّها التآمر الأمني مع الاحتلال ضد مشروع المقاومة بكل متعلّقاته، بهدف منعه من التأثير على مجريات عملية التفاوض العبثية، باعتراف المفاوضين قبل غيرهم. وحتى في أحسن أحوال الخطاب التفاوضي فهو يسوّغ مساره بالمراهنة على تدخّل دولي لصالح الفلسطينيين، وكفيل بوضع حد لسياسات التغوّل الإسرائيلية، وخصوصاً على صعيد الاستيطان، بل إن مجرد انتقاد الإدارة الأمريكية لسياسات الاستيطان في الضفة الغربية يسوّقه المفاوضون كإنجاز يمكن التعويل عليه! رغم أن هناك سؤالاً مهماً يطرح نفسه حول جدوى وقيمة كل مواقف الاحتجاج الدولية على الاستيطان منذ توقيع اتفاقية أوسلو، في ضوء فداحة الواقع الاستيطاني الآن بعد أن أصبحت المستوطنات مدناً كبرى على أراضي الضفة. فهل أفادت مثل هذه المواقف سابقا لتفيد الآن، وهل نجحت في تجميد الامتداد الاستيطاني حتى تنجح الآن أو غدا؟! أتصور أن انغماس المفاوض الفلسطيني في عملية سياسية وهو متجرّد (بإرادته واختياره) من كل أوراق المناورة أو عوامل الضغط، يحمل الجواب الذي يدركه جميع الفلسطينيين وأوّلهم المفاوضون. لكنّ العار كله هو الاستمرار بإيهام الشعب بجدوى هذه (المعركة السياسية) طويلة الأمد، فيما هي مجرد لقاءات شكلية لتمرير استمرار الطابع الحالي للسلطة، والتي لا تتجاوز مهامها الوظيفة الإدارية والملحق الأمني بالاحتلال. وهو وضع يناسب الجميع كما هو واضح؛ المجتمع الدولي والاحتلال وقيادة السلطة. يرى المفاوض الفلسطيني جيّداً حجم خيباته السياسية كما يرى الانخفاض المتتالي لسقف مطالبه وتوقّعاته، غير أن إلزامه نفسه بخط واحد أفرز جبالاً من الأكاذيب والأوهام التي تطرح كمسوّغات لهذا المسار، أما الإفراز الأخطر فهو ذلك الحظر الحديدي على انتهاج خيارات نضالية مجدية تسهم في الحدّ من غطرسة الاحتلال، وتؤسس لفعل متراكم يخدم مشروع التحرر؛ التحرر من الاحتلال وقبله من الخيارات الكارثية!