20.55°القدس
20.27°رام الله
19.42°الخليل
24.53°غزة
20.55° القدس
رام الله20.27°
الخليل19.42°
غزة24.53°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: نائبٌ للرئيس عباس الآن .. لماذا ؟

تحسبا لمغادرة محمود عباس رئاسة السلطة فى حال رفضه الترشح لانتخابات رئاسية جديدة أو حصول أي طارئ يجعل منصب الرئاسة فارغا , نادي عدد من أعضاء حركة فتح فى الآونة الأخيرة بضرورة تعيين نائب لرئيس السلطة , وكان من ابرز المطالبين بذلك اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية للحركة ورئيس لجنة التحقيق في ظروف موت الرئيس ياسر عرفات , والمحسوب على التيار المناصر لعباس, , فى حين خرجت أصوات أخرى من قيادة حركة فتح وغير محسوبة على تيار عباس تعارض تعيين نائب للرئيس . ما يستدعي التساؤل أن تلك التجاذبات جاءت فى ظل أجواء ضغوط أطراف إقليمية تحاول إقناع الرئيس محمود عباس بالموافقة علي عودة شخصيات معينة الى مظلة السلطة , ورغبة قيادات فتحاوية بتعيين الأسير مروان البرغوثي خلفا لعباس , تزامنا مع إعلان الطيراوي أن لجنة التحقيق فى وفاة عرفات لديها قناعات كاملة بأن عرفات توفي اغتيالا ! , وتوجيه أكثر من طرف أصابع الاتهام الى الكيان الصهيوني بقتل عرفات. يتضح من الخلاف الحاصل بين قيادة حركة فتح ما بين مؤيد ومعارض لتعيين نائب للرئيس, أن السلطة مقبلة على جملة من الأحداث تشبه إلى حد كبير الوضع الذي كان قائما فى عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات وما تعرض له لاستحداث منصب رئيس وزراء يتمتع بصلاحيات أخرجت عرفات من المشهد السياسي الفلسطيني. ما ينذر بإمكانية تعرض عباس لما جرى لعرفات, الأمر الذي تتوقع حدوثه حركة فتح وتخشي سحب بساط السلطة من تحت أقدامها ووضعها أمام تحديات منها: فى حالة فراغ منصب رئيس السلطة تحت أي ظرف فإن رئيس المجلس التشريعي و القيادي فى حركة حماس د.عزيز دويك يتولي منصب الرئاسة لمدة 60 يوما, الى حين إجراء انتخابات رئاسية. دعوة فتح لتعيين نائب لرئيس السلطة هو استحداث جديد يتعارض مع نص القانون الأساسي الفلسطيني الذى لا يملك عباس تغييره, فالمجلس التشريعي الفلسطيني هو صاحب الولاية القانونية و الجهة المخوّلة بذلك بموجب المادة (رقم 120) من الدستور المؤقت. فى حال نجحت حركة فتح فى تعيين نائب لعباس, هل ستستطيع تسويقه داخليا أو على مستوى الفصائل الفلسطينية وكذلك على المستويين الإقليمي والدولي ؟ أم إن استحداث منصب نائب للرئيس تسعي من خلاله حركة فتح للاحتفاظ بمنصب رئاسة السلطة فقط؟. إن إثارة قضية تعيين نائب لعباس الآن وفى الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث بوتيرة مرتبطة بالتقلبات الإقليمية والدولية, وسعي المجتمع الدولي للملمة الملفات السياسية واستئناف المفاوضات الفلسطينية مع الكيان الصهيوني, والجولات الخارجية التى قام بها عباس, ومحاولة بعض أطراف إقليمية إعادة قيادات سابقة من حركة فتح لتتقلد مناصب فى السلطة؛ يضع عباس أمام خيارين: إما أن يستجيب للضغوط الإقليمية ويبدي تغييرا في مواقفه، ما سيضعفه ويقلص عدد مناصريه داخل حركة فتح, أو أنه سيبقى مصرا على رفضه، ما سيضع الرجل فى مواجهة مصير سلفه الراحل ياسر عرفات، ويشرب من الكأس نفسه، وهذا ما تخشاه حركة فتح؛ فتستبق الأحداث لتطالب بتعيين نائب لعباس.