24.41°القدس
23.83°رام الله
24.42°الخليل
25.73°غزة
24.41° القدس
رام الله23.83°
الخليل24.42°
غزة25.73°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: (٢١) عاماً على مرج الزهور

نحن اليوم على مسافة (٢١ عاما) من مرج الزهور. كان الإبعاد مساء يوم ١٦/١٢/١٩٩٢ ، كان هدف رابين من الإبعاد معاقبة قادة حماس وقادة المقاومة، وشل قدرة من خلفهم من كوادر وأفراد عن الاستمرار. ولكن بعد أقل من عام ثبت لرابين و لحكومته خطأ القرار، وفشله في تحقيق الأهداف التي قصدت منه. واستطاع (٤٢٥ مبعداً ) أن ينقلوا معركتهم مع المحتل الى الإطار الدولي، وأن يحاصروا رابين وحكومته والسياسة الصهيونية العنصرية حصارا غير مسبوق، ودخلت دولة الاحتلال في عزلة دولية غير مسبوقة، وهنا نصحت الإدارة الاميركية رابين بالتراجع عن القرار وإعادة المبعدين، وتلقى رابين نصائح مماثلة من أوروبا ومن مراكز أبحاث إسرائيلية، ومن ثمة عاد المبعدون الى ارض الوطن منتصرين، بعد عام واحد من الإبعاد. لقد انتصر المبعدون لأنهم امتلكوا مجتمعين إرادة النصر، وأعدوا له ما استطاعوا، وتوكلوا على الله، فتحول مخيم مرج الزهور الى المخيم الأشهر في العالم، و الأكثر مقاومة في العالم، والأكثر تنظيما في العالم، وكان المخيم الأسرع عودة الى الوطن، والأكثر محاصرة لفكرة الإبعاد الجماعي القسري ، فلم يعد بمكنة قادة الاحتلال أن يكرروا فعل الإبعاد القسري مرة أخرى. في الذكرى (٢١) لقصة الإبعاد يجدر بنا أن نسترجع دروسها، وأن نناقشها في مدارسنا، وأن نعلم أبناءنا أن آباءهم كانوا رجالا : لا يقبلون الضيم، ولا يعطون الدنية في دينهم، مهما كانت التضحيات، وهنا يجدر أن نترحم على قادة مرج الزهور ممن غادرونا بعد أن تركوا لنا ميراثا من القيادة والكرامة، ونذكر منهم ( عبد العزيز الرنتيسى، وإسماعيل أبو شنب، وحامد البيتاوي.. وآخرين. نذكرهم جملة حتى لا ننسى واحدا منهم رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته. سقط الإبعاد القسري الجماعي في عام واحد ، ولم يسقط الحصار وقد شارف على سبع سنوات، والسبب في ذلك أن الوحدة الوطنية التي توفرت في مرج الزهور لم تتوفر بشكل كامل في مواجهة الحصار، حيث يمكن الإشارة المباشرة بالأصبع لأطراف فلسطينية وعربية مشاركة في الحصار بشكل أو بآخر، وربما تحرض الآخرين على الاستمرار به. وبالتالي فأنا أقبل القول القائل بأن الحصار عربي فلسطيني أكثر منه إسرائيليا أو دوليا، لأن بمكنة العربي والفلسطيني تفتيت الحصار والضحك على اللعبة الإسرائيلية، وإفشال الحصار. الحصار لعبة ستنتهي ، وسينتصر الشعب على الحصار، كما انتصر رجال مرج الزهور على الإبعاد، بوحدتهم، وبإرادة النصر التي امتلكوها وعملوا من أجلها في أقسى البيئات وأصعب الظروف. إرادة الشعوب تنتصر عادة حين يظفر الشعب بقيادة تستحق نصر الله، ولينصرن الله من ينصره