24.41°القدس
23.83°رام الله
24.42°الخليل
25.73°غزة
24.41° القدس
رام الله23.83°
الخليل24.42°
غزة25.73°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: مجابهة الكوارث

بالرغم من وجوب الإشادة بجهود الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة والدفاع المدني والبلديات خصوصاً، وحالة التكاتف والتكافل المجتمعي الناصعة، وأداء الإعلام المميز لتغطية أحداث العاصفة الماطرة التي ضربت قطاع غزة والمنطقة، إلا أنه من الضروري تسليط الضوء على الوجه الآخر للأزمة. فقد كشفت الموجة مدى هشاشة البنية التحتية، وضعف الموانع الصناعية التي من شأنها منع تدفق مياه البرك إلى الشوارع وبيوت الأهالي. كما أظهرت مدى حاجة القطاع لفرق إنقاذ مدربة لتساعد الدفاع المدني في عمله الإنساني، والتي ستتدخل بشكل فوري في حال وقوع كوارث طبيعية أو حروب، و لاسيما في المناطق الحدودية. لقد أشرت إلى ضرورة توفير فِرَق إنقاذ متطوعة ومدرَّبة، في مقالي "فرق الإنقاذ ضرورة وطنية" بتاريخ 4/1/2011م، والذي دعوتُ فيه إلى إيجاد البدائل المناسبة للقيام بمهام الإسعاف والدفاع المدني في المناطق الحدودية. مع توفير أدوات الإسعافات الأولية اللازمة. وأدوات استخراج الجرحى بأمان. وأدوات التواصل عن بُعد. لقد كشفت الموجة الأخيرة عن ضرورة إحاطة برك المياه الامتصاصية بجدران خراسانية عالية أشبه بالسدود، وتشييد سدود على الوديان القادمة إلى قطاع غزة خصوصاً في المنطقة الوسطى، وتجهيز جسور عائمة يمكن نشرها بسرعة عند حالات الفيضان. يوماً ما كان بمقدور غزة أن تُدخل آلاف الأطنان من الإسمنت المصري عبر الأنفاق، لكن هذه السدود والجُدُر لم يتم بناؤها ولم يتم تخزين الإسمنت اللازم لها، فهل نتعظ؟ لقد أثبتت الموجة الماطرة بأن جهود المقاومة لا يجب أن تنحصر في المجال العسكري فقط، فإن كوارث لا تقل خطورة عن الحروب بمقدورها أن تضعضع الأوضاع الداخلية بشكل مفاجئ وخطير، وتربك الجبهة الداخلية، وتنشط معها الإشاعات المغرضة والمتصيدون في الماء العكر الذي تأتي به الفيضانات القادمة من جهة العدو. إنها حرب من نوع آخر. أحسب أننا أبلينا فيها بجهد بشري راقٍ ومحمود، أظهر روح التكافل في مجتمع المقاومة. لكنها أظهرت هشاشة التقنيات والبنى التحتية، والحاجة إلى الأيدي المدرَّبة والمجهَّزة. إن على وزارات الداخلية والصحة والشباب والأشغال والقطاع الأهلي مسئوليات تجاه شعبها المرابط لبلوغ حد الكفاية، فدونه تقصير سيسألنا الله تعالى عنه، الأمر الذي يقتضي وضع خطة عمل وقائية والبدء بتنفيذها حالاً قبل أن تدهم القطاع أزمة أخرى فلا ينفع عندها الندم. إن القيام بهذه الأعمال هو في صلب المقاومة، وفي صُلب العمل الإنساني الواجب تقديمه في فترات الكوارث والحروب. وإن درهم وقاية خير من قنطار علاج