24.41°القدس
23.83°رام الله
24.42°الخليل
25.73°غزة
24.41° القدس
رام الله23.83°
الخليل24.42°
غزة25.73°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: مفارقات بين الثائر للحق والثائر للباطل

الثائر للحق لا يغضب لنفسه ولا لحزبه ولا لجماعته بل للقيم والمبادئ والوطن، والثائر للباطل تضعف عنده القيم وينتصر للقمم، ويثور ويفور ويرغي ويزبد من أجل شخصه وحاجاته هو وفئته أو جماعته أو حزبه مهما أضر ذلك بالقيم والمثل والوطن، إن الثائر للحق يصطف مع غير المسلم لو كان الحق معه، والثائر للباطل لا يصطف مع المسلم إن كان الباطل معه، الثائر للحق من القوامين للحق ولو على الوالدين أو الأقربين، والثائر للباطل من القوامين للظلم ولو أضر بالوالدين والأقربين، الثائر للحق ينصف خصمه في مكارمه ومحامده، والثائر للباطل ينتقص من خصمه حتى في مكارمه ومحامده، ويجيد تأويلها نحو سوء النية وخبث الطوية؛ وكأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور مما اختص الله به نفسه ولم يعطه لملك مقرب ولا نبي مرسل، الثائر للحق لا يثور وحده بل يثور مع الربانيين الكثر كما قال الله تعالى: "وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين" (آل عمران:146)، فلا يعتصم أو يثور سلميا إلا من خلال الشورى مع الأكثرية من ذوي الإخلاص لله تعالى والحمية الصادقة للوطن، والثائر للباطل عنده استعداد للخروج مع كل ناعق، ومخالفة الأغلبية، والمهم "خالف تعرف" أو كما قال الشاعر العربي: إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يراد الفتى كيما يضر وينفع الثورة للحق تحافظ على الحرث والنسل والحجر والشجر والمساجد والكنائس، والآثار والوثائق، والطرق والجسور، والبحار والأنهار، لأن الله تعالى قال: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" (هود:61)، وقال عن حفظ النفس: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" (المائدة:32)، فلا يرضى أن يلغ في دماء الناس ولو أكره من قيادته العسكرية أو الشرطية أو رؤساء عصابات البلطجية، ولا يلقى الله بحبس هرة فيدخل بها النار كما جاء في الحديث الصحيح، ولا يكسر غصن شجرة، بل لو قامت القيامة وفي يده فسيلة فسوف يغرسها رجاء ثواب اتباع الأمر النبوي الشريف، والثائر للباطل لا يبالي بالأرواح ولو سالت الدماء على يديه بل يستعذب تعذيب الناس، ويطرب للتكسير والتحريق والتدمير ولو كان في هذا هدم بيته هو، وشقاؤه في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" (البقرة:204-205)، وهؤلاء الذين دبروا فض اعتصام رابعة والمنصة والاتحادية و..... من الثوار للباطل المكابرين في الشر، الكارهين لمصر، الراغبين في إعادة عقارب الساعة للوراء، والتاريخ القهقرى، ودم الشهداء يصير هدراً. نريد أن نحافظ على سلمية ثورتنا على الانقلاب والاستبداد والفساد والتحلل والتخلف، ونهدأ بعد استرداد الشرعية لنفكر ونخطط ونبتكر ونصنع ونزرع ونصدر وآنئذ ستعود مصرنا ودولنا العربية والإسلامية قادة العالم بلا منازع، وهو قادم لكن السنن الربانية تقضي بأن الزمن جزء من العلاج فلا نستعجل شيئا قبل أوانه فنعاقب بحرمانه