24.41°القدس
23.83°رام الله
24.42°الخليل
25.73°غزة
24.41° القدس
رام الله23.83°
الخليل24.42°
غزة25.73°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: من لا يزرع لا يحصد

المفاوض (محمد اشتية) يتحدى نتنياهو ؟! لست أدري هل يقبل نتنياهو، أم لا ؟! ولكن أقول : ما الذي يجبره على قبول التحدي؟! اشتية يتحدى نتنياهو أن يعرض على حكومته خطة سلام على حدود ١٩٦٧ . يقول اشتيه إنه لن يجرؤ ، وإذا ما عرض خطة كهذه فلن يقبل بها أحد من وزرائه.( وأنا أقول لاشتية صدقت). ما خلص إليه محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لفتح، وشريك عريقات في قيادة المفاوضات صحيح. ولكن نتنياهو نفسه لا يقبل بحدود ١٩٦٧ م ، ولأنه أسبق من وزراء حكومته في رفض هذا المبدأ، فهو لا يقبل التحدي، وهو ليس مضطراً إليه، بل هو يسخر من هذا الطرح. نتنياهو و وزراؤه وقادة أحزاب اليمين، واليمين الوسط، وجل اليسار، متفقون على عدم العودة إلى حدود١٩٦٧ م ومحمد اشتية يعلم هذا علم يقين، قبل أن يضع رجله في المفاوضات في اليوم الأول من العودة البائسة إليها. ولأنه يعلم ذلك فإن المسألة لا تقبل التحدي. والتحدي لا يضيف لنا جديداً، ولا يحرج نتنياهو، بل إن حكومته تبقى متماسكة إذا رفض السماع لما يقوله اشتية. اشتية يقول بعد التحدي المنشور في الحياة اللندنية: ( من يزرع في الأرض يحصد على طاولة المفاوضات) ، وهذا قول حكيم وجيد، ولأن السلطة المفاوضة لم تزرع على الأرض ، فهي لن تحصد شيئاً في المفاوضات. وهذا الاعتراف بالضعف هو عين العقل، وهو ما تقوله الناس، وما تقوله المقاومة. ولكن كيف يمكن للسلطة أن تزرع بعد أن حطمت البدائل، وجعلت كل البيض في سلة المفاوضات ؟! . محمد اشتية يقترح المقاومة الشعبية بديلاً. ( حسناً ) ، ولكن قادة المقاومة الشعبية لا يرون لها جدوى كبيرة في مثل الحالة الفلسطينية، لأن إسرائيل استعمار استيطاني، ولديه الخبرة الكافية لاستنزاف المقاومة الشعبية وإفراغها من محتواها، والسلطة في رام الله لا تسمح بمقاومة شعبية ذات مغزى، خشية أن يتجه جزء منها إلى مهاجمة السلطة نفسها. جيد أن يفكر محمد اشتية بالبديل، وجيد أن يطلب هذا من رئيس السلطة، وجيد أن يكشف للشعب أسرار المفاوضات، وأن يحدد لنا أين نقف نحن كسلطة وكشعب. إن انضمام ( اشتية المفاوض )إلى الفصائل التي تطالب بالبدائل في غاية الأهمية ، لأنه من فتح أولاً، ولأنه كان مفاوضاً ثانياً، ولأنه كان يؤمن بالمفاوضات طريقاً للوصول إلى الحقوق كما يؤمن محمود عباس نفسه. أما وأنه استقال من المفاوضات بعد معاناة طويلة، وعبر عن حالة يأس غير مسبوقة، فإنا نسأله : هل يتوقع استقالة محمود عباس نفسه منها، أم أن استقالة اشتية لا تعني شيئاً لعباس أو لغيره؟! يمكن للرأي العام الفلسطيني أن يستفيد من تصريحات محمد اشتية، وأن يضغط من خلالها على السلطة لكي تنسحب من المفاوضات. ويجدر بالسلطة أن تأخذ بمعادلة اشتية: (من يزرع في الأرض يحصد في المفاوضات) ، وهي معادلة أهملها عباس، والتزم بها نتنياهو، حيث زرع المستوطنات في جل الأرض الفلسطينية، وها هو يحصد ثمار زرعه مجموعة من التنازلات الفلسطينية ، وبعض التنازلات مست فيما يبدو بشكل خطير الثوابت الفلسطينية.