24.41°القدس
23.83°رام الله
24.42°الخليل
25.73°غزة
24.41° القدس
رام الله23.83°
الخليل24.42°
غزة25.73°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: "الطباخ و"المفجوع"

يجيد الساسة والزعماء العرب والقيادات الفلسطينية الأكل ولا يجيدون الطبخ والنفخ, ولم يتعلموا بعد سنوات أن يأكلوا مما يطبخون, رغم كل الذي تسمموه, وسمموا بها شعوبهم باعتبارها وجبات غربية فاخرة. وعلى مدار عقود مضت كانت معظم المؤامرات والمبادرات والانقلابات والانتخابات تحضر في المطابخ الأمريكية والغربية, والسوفيتية, ويتولى "شيفات" مخضرمون تزيين طاولات طعام الزعامات التي تميزت بـ"الفجع", والنهم, ودناءة النفس, والشراهة, وظلت تأكل حتى أصيبت بالتخمة السياسية, وتصلب شرايين الديموقراطية, والجلطات الوطنية. وهكذا أصبح "شيفات" المطبخ الامريكي والغربي مفروضين على منطقتنا أمثال: مهندس السياسة الأمريكية هنري كيسنجر وخلفاؤه: فيليب حبيب, وكولن باور, ودنيس روس, وكونداليزا رايس, والبريطاني توني بلير, والنرويجي تيري لارسون, والروسي سيرغي لافروف. ولأن المنطقة لم تتعود ان تطبخ بنفسها, وفي ظل الجوع الشديد للحرية, أصبحت الشعوب والثورات, والأنظمة, المعارضة والسلطة, تعض وتهبش في بعضها, وأصبحت الدماء المشروب اليومي في الشوارع العربية. القضية الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير والسلطة أكثر من "طفح" طبخات بنكهة التسويات السياسية, ولازالوا. حتى المبادرة العربية التي اعتقدنا أنها طبخة عربية والشيف سعودي, اتضح انها ليست كذلك, وحكايتها كما يرويها الصحافي الأمريكي الصهيوني توماس فريدمان: إنه كان يبحث في كواليس اجتماع منتدى دافوس السنوي، الذي تستضيفه مدينته نيويورك (يناير 2002م )، عن مسؤول عربي يشاركه أفكاره بشأن التصالح بين العرب والكيان الصهيوني، وبعد محادثات مع اثنين من المسؤولين العرب المنتمين لمعسكر التفاوض (أحدهما مغربي والآخر أردني)، يتوصل فريدمان معهما لفكرة، يعرضها في عموده في صحيفة نيويورك تايمز، ويقرر التوجه للمملكة السعودية لعرضها على أهل الحكم فيها، بعد أن نصحه المسؤولان العربيان بذلك !! في منتصف فبراير التالي، يلتقي ولي العهد السعودي، آنذاك (الأمير عبد الله بن عبد العزيز)، وفي الاجتماع المغلق يكتشف عبد الله وفريدمان أنهما يمتلكان الفكرة نفسها، بل يتهم كلاهما الآخر أنه سرق فكرته! وبعد أربعة أيام يكتب فريدمان مقالته المدوية، التي شرح فيها فكرته بعد دمجها مع فكرة الأمير عبد الله، تحت عنوان: "الأمير عبد الله يقترح التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الكامل بما في ذلك من القدس". ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن, والقادة العرب والرئيس أبو مازن "يتوحمون" على طبخة سلام أمريكية, ورغم أنها "شايطة", و"بايتة", و"حمضانة", الا ان الشيف جون كيري قرر إعادة تسخينها من جديد, مع الحفاظ على مذاق أوسلو, بينما نصحت الدول العربية الرئيس محمود عباس في اجتماع وزراء خارجيتها السبت الماضي في القاهرة: كل وحدك, لدينا ما يكفينا. هناك توافق ضمني بين كيري ونتنياهو على طبخ الحصى للفلسطينيين حتى لا يعضوا (الإسرائيليين), وحتى نظل نهبش في بعضنا في الضفة وغزة.