25.52°القدس
24.93°رام الله
26.64°الخليل
26.73°غزة
25.52° القدس
رام الله24.93°
الخليل26.64°
غزة26.73°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: خارطة طريق وسيارات مفخخة

حين انقلب عبد الفتاح السيسي في 30 يونيو على الشرعية والديمقراطية والدولة المدنية كانت حجته حماية الشعب المصري ووحدته ودماء أبنائه ، ووضع خارطة طريق _على الطريقة الأمريكاني _وبدعم أمريكي خليجي ،ولكن بعد مضي ستة أشهر على الانقلاب وجدنا عكس ما قاله العسكر وتكاد العمليات التفجيرية والسيارات المفخخة تصبح أمرا اعتياديا. مصر ثارت ضد الرئيس السابق حسني مبارك وأطاحت به، ووضعت دستورا جديدا وانتخب الشعب المصري رئيسه ومجلسيه التشريعي والشورى، وهذه ما يسمونها ديمقراطية، والحديث عن أي استفتاءات وانتخابات جديدة تتناقض مع الديمقراطية وتصبح شريعة غاب، فالشعوب لا ثتور وتضع الدستور وتجري الانتخابات كل سنة، فهذه مهزلة لم تكن إلا لوجود أحزاب علمانية مهمتها تكريس السيطرة الغربية على مصر وتونس وليبيا وباقي الدول العربية، ولكن ماذا يهم " بني علمان وأذناب أمريكا من العسكر إذا كان الشعب هو الضحية وكان مستقبل الدول العربية في خطر؟". أمريكا ودول خليجية هم من يتحمل مسؤولية التفجيرات الدموية التي تحدث في مصر، أما الانقلابيون أنفسهم فهم مجرد أدوات لتنفيذ الانقلاب والقتل وادعاء الشرعية وتمثيل مصر وهي بريئة منهم براءة الذئب من دم يوسف. امتداد العنف خارج سيناء كان شيئا مما توقعناه لأنه نتيجة طبيعية لسياسات خارجية غبية تصنع التطرف وفي الوقت ذاته لا قدرة لها على احتماله ولذلك سوف نرى تراجعا قريبا في السياسة الأمريكية وبعض المواقف العربية التي تؤيد الانقلاب. مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في مصر ليست بحجم مصالحها في أي بلد عربي _غير خليجي_ آخر، ولمصر خصوصية قربها من دولة الاحتلال (إسرائيل)، وسبق أن قلنا بأن الفوضى المسلحة في مصر تهدد المصالحة الغربية والإسرائيلية بشكل مباشر وخاصة إذا ما تصاعد العنف وامتد إلى قناة السويس والحدود المصرية الفلسطينية، وأعتقد أن المتأمرين على الشرعية سيدركون أن مصر ليست عزبة هادئة للعسكر أو العلمانيين، فهي سرعان ما تتحول الى بركان عنيف لا قبل لهم به، ولذلك فإن المتآمرين سيعيدون حساباتهم وسيعيدون العلمانيين إلى أوكارهم وحجمهم الطبيعي، وسترضخ امريكا لإرادة الشعب المصري وكذلك أتباعها من المحيط إلى الخليج.