لم يكن عمر أشرف الخياط من سكان البلدة القديمة في نابلس قد تجاوز السابعة عندما وقعت عملية "الساقوف"، عام 1989، حينما استطاع شابان في مقتبل العمر من اسقاط حجر ضخم –ساقوف باللهجة النابلسية- على رأس أحد الجنود الإسرائيليين في حي القصبة بنابلس فقتلاه على الفور. وبعد مطاردة استمرت عدة أشهر، اعتقلا ليقضيا معا 24 عاما في السجون. خرج في الدفعة الأولى من الأسرى القدامى المنفذ الأول سمير النعنيش، وفجر اليوم تنفس المنفذ الثاني إبراهيم الطقطوق نسيم الحرية ضمن الدفعة الثالثة من الإفراجات. يقول الخياط –رغم مرور نحو ربع قرن على العملية، لكن أهل نابلس لم ينسوا ذلك اليوم أبدا.. أذكر تماما التكبيرات التي انطلقت من النوافذ وأسطح البنايات فور ورود خبر مقتل الضابط الإسرائيلي فرحا بتلك العملية النوعية وقتها.. أذكر أيضا كيف أصيب الجنود بحالة من الصرع الشديد وشرعوا باطلاق النار في كل مكان!!.. فلم يتوقعوا أن يتلقوا الضربة القاتلة من الأعلى". ويضيف لـوكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "أنا اليوم أب لطفلين، ومرت علينا حوادث لا تحصى خلال الانتفاضة الأولى والثانية، ورغم مشاغل الدنيا إلا أن لعملية "الساقوف" مكان في قلب كل حر وشريف". وعبّر أشرف عن فرحة غامرة بخروج الطقطوق، قائلا "رغم أننا جيران، لكن لا اتوقع أنه سيعرفني أو يعرف أحد من جيرانه.. فقد كنّا أطفالا، وأجدادنا رحلوا عن هذه الدنيا، ومن لديه أب فهو طاعن في السن.. هذه 24 سنة وليست يوما أو يومين.. لكن رغم هذا ساعرفه بنفسي وأقول له أنني افخر به وبنضاله". وينظر أهالي مدينة نابلس، وتحديدا سكان بلدتها القديمة، إلى الطقطوق باعتباره بطلا، وهم يفاخرون بعملية "الساقوف" النوعية التي نفذها برفقة النعنيش. [title]عملية الانتقام[/title] تقول شقيقته أم احمد الصابر "عندما اندلعت الانتفاضة الأولى كان شقيقي إبراهيم شابا يافعا، وشارك في فعاليات الانتفاضة بكل عنفوان، وأصبح مطاردا وهو في السابعة عشر من عمره، وتوعد ضباط الاحتلال الذين كانوا يقتحمون منزل عائلتنا لاعتقاله بتصفيته ما لم يسلم نفسه". وفي تشرين ثاني عام 1988 اصيب إبراهيم بعيار ناري من جنود الاحتلال خلال كمين نصب له، ما أدى إلى اقتلاع احدى عينيه، وبعد ذلك قرر الانتقام، فكانت عملية الساقوف.. هي الرد". واعتقلت قوات الاحتلال الطقطوق بتاريخ 3 شباط عام 1989، كما تم اعتقل رفيقه النعنيش، وحكم الاثنان بالسجن المؤبد. وكان والد إبراهيم توفي قبل اعتقاله بسنوات، فيما توفيت والدته وهو في الأسر بعد أن هدها المرض والحزن على فلذة كبدها. ويقبع نحو 900 اسير من أبناء محافظة نابلس لوحدها في سجون الاحتلال، بينهم 90 أسيرا يقضون أحكاما مؤبدة، وأكثر من 200 أسير من المحكومين بأكثر من 10 سنوات. [title]رفيق الدرب[/title] رفيق دربه الأسير المحرر سمير النعنيش يشعر بسعادة غامرة لأن توأم روحه قد عانق الحرية. يقول: "حينما لم يرد اسم إبراهيم في إفراجات الدفعة الأولى ولا الثانية حزنت جدا.. فمنذ تحريري لم أذق طعم الحرية، وفي كل يوم استيقظ من نومي لأسجل في ذاكرتي بأن حرية إبراهيم اقتربت يوما آخر". ويؤكد "أمضيت 16 عاما مع الطقطوق في جميع السجون والتنقلات، إلا أن الاحتلال فرقنا عن بعضنا منذ 7 أعوام". ولم يستطع النعنيش إخفاء مشاعره قائلا: "فرحتنا اليوم لا توصف، الحمد لله على سلامة إبراهيم وبقية المحررين، والعقبة لكافة الأسرى الذين نعدهم اننا لن ننساهم ما حيينا". [img=122013/view_1388481214.jpg]الأسير المحرر عمر أشرف الخياط [/img] [img=122013/view_1388481226.jpg]الأسير المحرر عمر أشرف الخياط [/img] [img=122013/view_1388481229.jpg]الأسير المحرر عمر أشرف الخياط [/img] [img=122013/view_1388481244.jpg]الأسير المحرر عمر أشرف الخياط [/img] [img=122013/view_1388481248.jpg]الأسير المحرر عمر أشرف الخياط [/img] [img=122013/view_1388481250.jpg]الأسير المحرر عمر أشرف الخياط [/img] [img=122013/view_1388481253.jpg]الأسير المحرر عمر أشرف الخياط [/img]