24.41°القدس
23.83°رام الله
24.42°الخليل
25.73°غزة
24.41° القدس
رام الله23.83°
الخليل24.42°
غزة25.73°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: العسكر الذي تريده الشعوب

هتافه الدائم وشعاره الأسمى "يسقط يسقط حكم العسكر"، وكيف يهتف العسكر بإسقاط حكمهم، هذه القناعة التي إذا تكونت لدى أي جيش في العالم سيكون حرصه على وطنه أكثر من حرصه على كيانه، هذا الشعور إذا أدركته الشعوب حرصت أيضا على كيانات جيوشها.! وكيف يهتف العسكر بإسقاط حكمهم وهم الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح قياداتهم، وأصبح كل شيء في حياتهم هو الحفاظ على مكتسبات حققوها جراء انتصارات وهمية، ركبوا بها ظهور شعوبهم جراء أعمال هي من واجبهم ومن صميم عملهم ووظيفتهم. في مصر كان آخر انتصار حققه الجيش قبل اربعة عقود من الزمن، ما زال الشعب يدفع استحقاقات هذا النصر من حريته ومن قوت أبنائه، سيطرة كاملة على جميع موارد الشعب، واعتبار أن الأحق بالحكم والرياسة هم قيادات هذا الجيش التي انتفى عنها العمق التاريخي لأي انتصار سابق، فقيادات الجيش المصري اليوم في غالبهم لم يشاركوا في أي معركة تحصّل فيها الجيش المصري على أي انتصار ضد أي عدو كان، إنما هي انتصارات في مجالات صناعات مدنية وغذائية وغالبا ما تكون انتصارات غير استثنائية أيضا، هذه القيادات المبتورة تاريخيا إنما ولدت وتربت وأسست عقولها على أنهم القوة التي تحفظ للناس أمنها وحدودها ومقابل ذلك فهم أصحاب الحق في هذه البلاد ولهم أن يقتسموها كعزبة لأبيهم فيما بينهم وعلى من يريدون ويحبون، متناسين أن الشعوب اليوم أدركت معنى الحرية وتذوقت طعم ذلك، ولن ترضى بالعبودية بعد اليوم. الشعوب المحترمة تخلّف جيوشا محترمة أيضا، وهذا ما يجب أن يتم السعي له، كي لا يفهم البعض أن مطلب الثوار اليوم هو القضاء على الجيش، هذا إن كان فهو جريمة بحق الشعب قبل أن يكون بحق الجيش نفسه، إنما هو الرفض لأن يكون العسكر في الحكم، ذهابا إلى تحكيم إرادة الشعوب التي عاشت سني طويلة تحت الإضطهاد والإستعباد، فإذا ما وقفت الجيوش ضد إرادة شعوبها كانت كوارث المواجهة محطمة على المدى القريب والبعيد، وهذا ما يفعله الجيش المصري غير آبه بمخاطر ما يفعل. إذن، هو العسكر الذي يريده الناس، الذين يعرفون أنهم اختاروا لأنفسهم أن يموتوا من أجل أن تحيا شعوبهم، لا يريدون من خلف ذلك أي أطماع تجاه حكم أو رياسة، وإلا فمن يطمح منهم للحكم والرياسة عليه أن لا يستخدم خدمته لوطنه وأبناء شعبه ذريعة من أجل أن يحقق طموحا أو رغبة تجاه ذلك، لنرى بذلك نماذجا أوروبية لوزراء دفاع تقلدوا مسئولية جيوش كاملة وهم لم يخدموا في العسكرية يوما، بل وفي بعض الحالات تجد أن وزارة الدفاع تتقلد شئونها امرأة، ودون أي اعتراض من أي من قيادات هذه الجيوش وتشكيلاتها، ودون أي أخبار عن أي انقلاب.!