شهدت الساحة الفلسطينية اخيرا جملة من التصريحات التي اطلقها قادة حركتي فتح وحماس تؤشر إلى التقارب بين الحركتين في وجهات النظر، حيث دخل على خطى المصالحة أطرافا جديدة تحاول رأب الصدع بين الحركتين ومحاولة بلورة اتفاق يقضي بانهاء الانقسام واعلان الوحدة الوطنية. ولاقت تصريحات رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية في غزة اسماعيل هنية الأخيرة، وما حملته من معان كبيرة، قبولا واسعا عند كافة الأطراف في الوطن, معربة عن أملها أن تترجم إلى أفعال. أمين عام المبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي قال إن تصريحات هنية إيجابية, والأهم من ذلك أن تترجم على أرض الواقع، مشيرا إلى أن الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام موضوع هام، في ظل الضغوط التي تواجهها الحركتين من جهة والشعب الفلسطيني من جهة أخرى. واضاف: "يجب عدم تضييع الوقت في النقاش بقدر البحث عن آليات التنفيذ الفورية لما تم الاتفاق عليه", منوها إلى أن نجاح الاتفاق يكمن في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه عن لجنة الحريات، ما يعطي مؤشرا صادقا لتطبيق المصالحة. بالإضافة إلى أنها تعطي جوا من الثقة نحو تشكيل الحكومة الفلسطينية والاتفاق على موعد الانتخابات. وأشار إلى أن الأيام الماضية حملت جهودا كبيرة من كافة الأطراف لدفع عجلة المصالحة وإنهاء الانقسام، ولكن دون نتيجة ملموسة من الطرفين. وقال: "كافة القوى مطالبة بلعب دور ايجابي". [title]خطوة في الاتجاه الصحيح[/title] من جهته، تمنى القيادي في حزب الشعب الفلسطيني وليد العوض أن تترجم تصريحات هنية لخطوات ملموسة لطي عملية الانقسام واعلان المصالحة الوطنية، وأن يعلنوا استعدادهم لتشكيل الحكومة الفلسطينية والموافقة على تحديد موعد الانتخابات. كما اعتبر القيادي في الجبهة الشعبية جميل مجدلاوي أن "التصريحات الاخيرة خطوة في الاتجاه الصحيح"، منوها إلى أن "المطلوب منها أن يصدر عدة خطوات ملموسة على الأرض تساهم في أن تترجم إلى أفعال ملموسة نشعر بها ونلمسها على الصعيد الوطني". وأكد أن حماس اطلقت عدة مؤشرات ايجابية على الصعيد الوطني، ابرزها السماح لحركتي الجبهة الشعبية وفتح باقامة مهرجاناتهم والاحتفال بالانطلاقة, منوها إلى أن كل هذه الإشارات كانت ولا زالت تنذر بصفحة جديدة على مستوى العلاقات الوطنية مع الجميع في غزة. واشار إلى أن اللقاء الأخير مع هنية ابدى فيه موافقته على اجراء الانتخابات المحلية وانتخابات الطلبة، موضحا أن حركة حماس باتت تنتهج نهجا جديدة يتجه نحو المشروع الوطني وكلها مؤشرات ودلالات صادقة نحو طي صفحة الانقسام واعلان الوحدة. ونقل عن مصدر مقرب من رئاسة الوزراء في بغزة تأكيدها أنّ "حراكاً قوياً في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية وانهاء الانقسام بدأ بعد اعلان هنية ان عام 2014 سيكون عام المصالحة الداخلية.كما أنّ وساطات وأطراف داخلية تعمل على استغلال الأجواء الايجابية خصوصا بعد خطابي هنية وأبو مازن اللذان أكدّا على ضرورة انهاء الانقسام. [title]اتصالات رسمية[/title] من جهته، كشف المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، عن أن اتصالات رسمية تجري بين حركتي فتح وحماس عبر الأخوة المكلفين بذلك بعيدا عن الأضواء، مشيرا الى ان اتصالا تم بالأمس بين عزام الأحمد المكلف بملف المصالحة من حركة فتح، وموسى أبو مرزوق المكلف بالملف من حركة حماس، الذي تم في إطار استكمال النقاش الذي تم في الدوحة مع الاستاذ خالد مشعل. وقال عساف: إن "قلوبنا مفتوحة وأيادينا ممدودة لإنجاز الوحدة الوطنية وتنفيذ ما وقعنا عليه بتشكيل حكومة الكفاءات الوطنية، وبعد ذلك يدعو الرئيس محمود عباس لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني".