24.97°القدس
24.62°رام الله
26.08°الخليل
27.17°غزة
24.97° القدس
رام الله24.62°
الخليل26.08°
غزة27.17°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: التحرير أم الدولة ؟

إن هدف أي شعب وقع تحت الاحتلال، هو إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة. ولكن عندما يطرد الشعب من أرضه، ويحل محله شعب آخر يحتله، فهذا وضعٌ مختلف يستوجب تحرير الأرض، أو إن شئت سمها: إعادة الفتح، ومن ثم إعادة الشعب إلى أرضه، ومن ثم إقامة دولته المستقلة. وبعد أن اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل كدولة تستحق الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، برزت الحاجة الوطنية للتقليل من شأن تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، لأن الإقرار بتمثيلها يعني إنهاء الصراع مع (إسرائيل) حيث اعترفت نهائياً بإسرائيل. ولذلك من الواجب القول بأن تمثيل منظمة التحرير ناقص وهو لا يمنحها الحق ولا الصلاحية القانونية للتفريط بحقوق الفلسطينيين؛ ذلك أنها لا تشتمل على كل الفصائل الفلسطينية، وأن مؤسساتها غير منتخَبة، ومهترئة، ومتجاوزة للصلاحيات الممنوحة لقيادتها من خلال الميثاق الوطني الفلسطيني. فتمثيل المنظمة ناقص ولا يمنحها الحق في التنازل. وبالتالي اعترافها بإسرائيل لن يكون أكثر من اعتراف قيادات فتح بإسرائيل وهذا لا يمثل الشعب الفلسطيني. هذا أمر مهم وضروري على المستوى الوطني كي نحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني من التصرف والتلاعب من أي طرف. لقد أدى تخلي حركة فتح عن أهدافها الأولى، وتعاطيها مع وجود (إسرائيل) كأمر واقع، وانخراطها في حلول سياسية، إلى حرف منظمة التحرير الفلسطينية عن أهدافها وعن ميثاقها بحكم هيمنة فتح على المنظمة. وبالتالي تجاوزت حركة فتح دورها كقائدة للشعب الفلسطيني، وكان المفترض في القائد أن يكون هو الأكثر إيماناً بحقوق شعبه، والأكثر تمسكاً بها ودفاعاً عنها. وقد دفع هذا الدور المتهاوي لحركة فتح إلى بروز فصائل تتمسك بالثوابت الفلسطينية، وترفض ما تم التوقيع عليه، وتعتبره كأن لم يكن. وأصبح لزاماً أن يلتف الشعب الفلسطيني حول هذه الفصائل المقاومة ويرفعها لتقود مسيرته. هذا يؤكد أن مسيرة البحث عن الدولة تتعارض مع مسيرة التحرير. وأن السير باتجاه الدولة يدفع نحو التفريط بالحقوق والثوابت، ويوجب الاستبدال والتغيير، ويؤدي بالضرورة إلى استمرار الكفاح على أيدي فئات أخرى من الشعب. وهو أمر سيتكرر كلما تخلت قيادة عن أهداف شعبها. ويبقى مشروع تحرير فلسطين هو الحل الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، وهو الحل المنسجم مع وقائع التاريخ الحديث والمعاصر، والمنسجم مع تجارب التحرير من الاستعمار في العالمكله، وهو الذي من شأنه أن يعيد ترتيب الأولويات الوطنية والعربية على أسس جديدة. إن توجيه الجهود نحو التحرير أكثر جدوى، وأقصر طريقاً، وأقل كلفة، وأضمن لحقوق اللاجئين والشعب الفلسطيني من أي حلول أخرى. تلك الحلول التي أهدرت الوقت والجهد والدماء والأموال، ثم لم تأت بما ينشده الشعب من الحرية والاستقلال. قال تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"(البقرة 216)