24.97°القدس
24.62°رام الله
26.08°الخليل
27.17°غزة
24.97° القدس
رام الله24.62°
الخليل26.08°
غزة27.17°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: لا يعبرون عن شعب مصر

الخارجية في غزة تحتج على التهديدات العسكرية غير المسئولة التي صدرت عن شخصيات مسئولة وأخرى اعتبارية في مصر ضد غزة من ناحية وضد حماس من ناحية أخرى. لست أدري لماذا تصدر هذه التهديدات في هذا التوقيت الذي تتزايد فيه التهديدات العسكرية لغزة بمعركة قريبة. ربما تكون التهديدات الإسرائيلية ذات مرجعية تبريرية تتمثل في تآكل التهدئة المبرمة في ٢٠١٢م، بسبب تزايد عدد الصواريخ التي أطلقت مؤخراً عبر الحدود الفاصلة. وربما تود دولة الاحتلال الغاشم أن تستعيد حالة من التهدئة المفقودة نسبيا من خلال هذه التهديدات. وربما تود أن تستغل هذه التهديدات في الساحة الداخلية الإسرائيلية بسبب حالة القلق التي تتجدد عند سكان بلدات غلاف غزة. التهديدات الإسرائيلية مفهومة ومتوقعة، ولكن التهديدات المصرية ليست مفهومة ولا متوقعة؟! كيف لمصر أن تهدد غزة بألفاظ ولغة إسرائيلية ؟! ما مبررات هذه التهديدات؟! وما الأهداف المرجوة منها؟! وهل سيرتفع شأن مصر عاليا في العالم إذا ما قامت مصر بحملة عسكرية ضد غزة؟! ألا تشعر تلك الأصوات الموتورة أن مصر في حاجة للأصدقاء لا للأعداء، وأن ( ما فيها يكفيها) كما يقولون؟! مصر في حاجة لصداقة غزة، كما أن غزة في حاجة لصداقة مصر. ولا يستغني أحد الطرفين عن الآخر بحكم ( العربية والدين والقومية والوطنية والجغرافيا والأنساب)، وغير ذلك. من يهددون غزة وحماس لا يفقهون في ( الدين ولا العربية ولا النسب ولا الجغرافيا) ، وهم لا يتقربون بتهديداتهم هذه إلى الوطن المصري العزيز. إنهم يتقربون بتهديداتهم إلى (إسرائيل) ، لينالوا بها رضاها، لا رضا الوطن المصري الشامخ الذي يعيشون فيه. إنهم يسقون بهذه التهديدات الفاسدة شجرة الكراهية (للدين وللمقاومة ) التي غرسوها قديما في أنفسهم. هؤلاء لا يعبرون عن الشعب المصري، ولا حتى عن النظام المصري. هؤلاء يعبرون فقط عن (تل أبيب)؟! لقد تقبلت غزة أحكام (الجغرافيا والجغرافيا السياسية) ، وصبرت على سوط الحصار الخانق الذي هدم الأنفاق وأغلق المعبر، وترفعت على المهاترات الإعلامية ، وقابلت الإساءة بالإحسان ما وسعها أن تفعل ذلك، ولكن لا أحسبها تتقبل التهديدات العسكرية اللامسئولة التي تخرج من هذا أو من ذاك، وهي تدعو السلطات لوقف هذه الأصوات الموتورة. المقاومة في غزة لها عدو واحد هو الاحتلال، والاحتلال فقط، وليس لها أعداء لا داخل فلسطين ولا خارجها، وأي محاولة فاسدة لخلق أعداء لغزة وللمقاومة داخل فلسطين أو في مصر ستبوء بالفشل. وغزة لا تسمح لأحد أن يلعب في ساحة المقاومة من الخلف، بعد أن دفعت غزة ثمن ما هي فيه من أمن واستقرار. التهديدات المتكررة لا تخيف المقاومة، ولكنها تجرح المشاعر الوطنية التي تحملها المقاومة لمصر وللأمة العربية.