24.97°القدس
24.62°رام الله
26.08°الخليل
27.17°غزة
24.97° القدس
رام الله24.62°
الخليل26.08°
غزة27.17°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: هل الصحفي الفلسطيني قادرٌ على قيادة نقابته؟؟

قبل أيام بدأ حراك صحفي فلسطيني وإصدار بيانات من هنا وهناك بفعل قرار صدر مما تسمى “نقابة الصحفيين الفلسطينيين” بفصل الزميل صالح المصري وتحويل الزميل حسن دوحان للتحقيق، وكالعادة فالقرار جاء مناكفة ليس أكثر، وبعدما كشف الزملاء الأفاضل “المصري ودوحان” بعضا من المهزلة التي تجري للمجموع الصحفي الفلسطيني. أعقب هذه الحالة من الهرج والمرج استقالات من عضوية النقابة من قبل بعض الأسماء اللامعة في مسيرة الصحافة الفلسطينية، وهذه الأمور لم تكن تجري بمعزل عن صفحات التواصل الاجتماعي، حيث أسس من مجموعة من الزملاء الصحفيين صفحة أسموها “صحافتنا سُلطة مش سَلَطة”، وذلك بهدف الضغط في سبيل إصلاح نقابة الصحفيين والعمل على النهوض بها من واقعها الذي لست بحاجة لعرض تفاصيله التي لا تخفى حتى على المبتدئين في العمل الصحفي الذين لهم كل التقدير والاحترام. نقابة الصحفيين إن وُجدت فلها الكثير من المميزات التي من الممكن أن تعود على الصحفيين أنفسهم، وسأعرض بعضا من تلك المميزات من واقع المكان الذي شغلته سابقا كرئيس لجنة تسيير أعمال النقابة ومن ثم أمين السر فيها، وهي تجربة أضافت لي الشيء الكثير بغض النظر عن ايجابيته من عدمها، ومن الفوائد التي يمكن أن يحصدها الصحفيون إن تقدمتهم نقابة فاعلة ما يلي: 1- إن لنا استحقاقات للشهداء والجرحى وكمجموع يتعرض للقتل والاستهداف من العدو الصهيوني، وهذه أمور يمكن الحصول عليها من اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين ومؤسسات صحفية دولية أخرى، لكنها بحاجة لنقابة قوية تطالب بها وتحقيقها على أرض الواقع. 2- إن نقابة قوية للصحفيين من شأنها أن تُعيد كرامتنا التي تاهت، وحقوقنا التي سلبها منا أطراف مختلفة في الساحة الفلسطينية، وهي التي من شأنها أن تحدد الصحفي من غيره من أصناف تسلقت جدار مهنتنا من منتفعين وسياسيين وتجار بل و”عاهات”- معذرة على المصطلح لكنه الواقع- وغيرهم الكثير من الأشكال التي نشاهدها يوميا، بل ونتابع بحسرة إساءتها المستمرة لنا كصحفيين دون أن نمتلك الجرأة بوقفها ولفظها من بيننا. 3- إن نقابة قوية للصحفيين تعني النهوض بالمهنة في مختلف المجالات المهنية والدفاع عن أعضائها في مختلف المناسبات والأحداث التي نمر بها، وهذا يعني محاسبة الصحفي “المجرم” بحق شعبه وقضيته بنشر قضايا تسئ لنا ولتضحيات شعبنا، بالتوازي مع قتالها المستميت للدفاع عن تحقيق حريته وأداء عمله على الوجه الأكمل. 4- إن وجود نقابة قوية يعني محاكمة بعض الذين تسلقوا المهنة وأصبحوا يعملون ضباط في صفوف مخابرات عربية يرفعون التقارير الكيدية بزملائهم، وقد كنت أحد الذين مُنعوا من السفر والدراسة بالخارج بفعل تلك التقارير. 5- وجود النقابة القوية يعني دفع الجهات المسئولة في الأراضي الفلسطينية لتقديم واجباتها والتزاماتها تجاهنا، فكما يعلمون طريق الصحفيين عندما يحتاجونهم لتغطية أنشطتهم، فالصحفيون بحاجة لانتزاع حقوقهم من أولئك المسئولين ودفعهم لاحترام الصحفيين في كل وقت وحين. 6- إن نقابة الصحفيين الفاعلة تعني ضبط الحالة المترهلة لبعض المؤسسات الإعلامية والصحفية العاملة على أراضينا المحتلة، واختيار الخطوط العامة التي تسير عليها تلك المؤسسات في سبيل خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن منجزاتها، ومن جهة أخرى محاسبة من يحيد عن الدرب الذي يخدم شعبنا وثوابتنا، ومن ناحية ثالثة فالكثير من الزملاء ضاعت حقوقهم بين أروقة تلك المؤسسات وهم بحاجة لنقابة تدافع عنهم وتنتزع حقوقهم من تلك المؤسسات. إن الحديث عما يمكن أن تحققه نقابة الصحفيين إن تم تفعيلها والنهوض بها فيه الكثير من الايجابية، وكل خطوة إصلاحية يجب دعمها والضغط نحو إنجاحها، غير أن الحقيقة المُرة التي يجب ألا تغيب عن بال كل من يسعى لإصلاح الوضع القائم تتمثل في ضرورة وضع الأمور في نصابها، فالعديد أيها السادة من الكوادر الإعلامية- ولا أقول كلها- المعروفة لا يملكون قرارا فلا تعولوا عليهم كثيرا، بعضهم عندما يتحدث إليك وجها لوجه تعتقد للوهلة الأولى أن وجود عشرة من أمثاله يعني تحطيم كل القيود والخروج من حالة الصمت لواقع القوة والنهضة، لكن للأسف عند المواقف يلتزمون الصمت ليكونوا بصمتهم نصيرا للنصابين والنشالين وضباط المخابرات العربية والأجهزة الأمنية الفلسطينية من الذين يقودون “نقابة الصحفيين الفلسطينيين” في الوقت الراهن. وأمام هذا الواقع لا بد من سؤال الطامحين لإصلاح الواقع النقابي الصحفي الفلسطيني، وذلك بعد النظر لما يمكن أن تقدمه النقابة ومقارنته مع الحالة التي تعيشها هذه الأيام: هل الصحفي الفلسطيني قادرٌ على قيادة نقابته؟؟. الإجابة بكل تأكيد لا يمتلكها إلا من يقوم بخطوات في سبيل إصلاح النقابة، التوفيق أتمناه لكم وإجابتكم لنفسكم ستوفر عليكم الكثير من الجهود.