ضمن فعاليات إحياء يوم الأرض الفلسطيني والذي يصادف الثلاثين من مارس من كل عام، أقام مجموعة من نشطاء المقاومة الشعبية، قرية "بوابة الكرامة"، في قلعة الجفتلك التاريخية شمال محافظة أريحا، التي اشترك في بنائها الأتراك والبريطانيين، وظلت لفترة طويلة مقر للقيادة البريطانية للإشراف على منطقة الأغوار، فيما استولت عليها "إسرائيل" واتخذتها مقرا عسكريا قبل إخلائها أثناء حرب الخليج. ومنذ ذلك الوقت، تمنع "إسرائيل" سكان المنطقة من الوصول إليها، وترميمها والاستفادة منها، بحجة أنها تقع في منطقة "C" الخاضعة لسيادة أمنية إسرائيلية، غير أن النشطاء تمكنوا من التسلل والوصول إلى المنطقة وشرعوا بتنظيف القلعة الضخمة، غير مكترثين بالتهديدات التي أطلقها جنود الاحتلال عبر مكبرات الصوت، بعد أن حاصروا القلعة وأعلنوها منطقة عسكرية مغلقة، وهددوا باقتحامها وإخراج النشطاء منها بالقوة. وتحصن أكثر من50 شابا وشابة داخل القلعة، وأغلقوا مدخلها الرئيسي بالحجارة والأسلاك الشائكة، ورفعوا الأعلام الفلسطينية على المبنى الضخم، الذي يضم عددا من الغرف، بالإضافة إلى سجن وعدد من الزنازين القديمة ومراكز التحقيق، فيما علت أصواتهم منشدين النشيد الوطني الفلسطيني إلى جانب مجموعة من الأغاني الوطنية استعدادا للإقامة في القرية الوليدة. وأكد منسق الحملة جمال دراغمه، إنه سيتم تحويل هذا المبنى إلى مجلس تنموي يشرف على منطقة الأغوار، وسيتم العمل على ترميمه ليستفيد منه سكان المنطقة، قائلا إن هذه الفعاليات وفي هذه الأماكن بالتحديد تعد تحديا للاحتلال نظرا لرمزية المكان، الذي يحظر على المواطنين استغلاله وإصلاحه والاستفادة منه. وأوضح أحد سكان قرية الجفتلك عبد الباسط بني عودة، أن الاحتلال استخدم هذه القلعة مقرا عسكريا ومستودعا للأسلحة، بالإضافة إلى استخدامها كملاجئ للمستوطنين، لحمايتهم من الصواريخ أثناء حرب الخليج، ليتم بعد ذلك إخلائها. ويعيش في الجفتلك أكثر من 7 آلاف مواطن، يتعرضون بشكل دائم لاعتداءات متكررة من قبل قوات الاحتلال، تتمثل في هدم مساكن المواطنين، وحظائر أغنام. ويحيي الفلسطينيون في الثلاثين من آذار من كل عام يوم الأرض الخالد، والذي تعود أحداثة لعام 1976 بعد أن استولت قوات الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضي المواطنين في منطقة الجليل وتحديدا في عرّابة، وسخنين، ودير حنا، أعلنت على أثره الأراضي المحتلة عام 48 الإضراب الشّامل. ورد الاحتلال الإسرائيلي على هذا الإضراب، بتعزيز وجوده العسكري وإدخال قوات إضافية من الجيش مدعومة بالدبابات والآليات العسكرية إلى القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها موقعة 6 شهداء وعددا من الجرحى بين صفوف المدنيّين العزل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.