ارتقى أمس الجمعة خمسة مواطنين شهداء وأصيب عدد آخر في مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدن ومواقع مختلفة بالضفة الغربية. أشد تلك المواجهات تركزت في بلدة بيت أمر شمال الخليل، إذ استشهد ثلاثة شبان، هم: هاشم خضر أبو ماريا (42 عاما) وسلطان يوسف محمد الزعاقيق (28 عاما) وأحمد خضر بريجية -33 عاما- بعد إصابتهم بالرصاص الحيّ الذي أطلقه الاحتلال صوب مسيرة تضامنية مع قطاع غزّة. كما أصيب العشرات بالرصاص الحيّ والمطاطي في المواجهات العنيفة في البلدة، نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وارتقى الشهيد "أبو ماريا" -وهو منسق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فرع فسطين بعدما أن اخترقت رصاصة قناص صدره وخرجت من الظّهر، ولم تفلح جهود الأطباء في إنقاذ حياته. وخلال دقائق كان الشاب الزعاقيق على موعد مع الشهادة، حيث أصيب برصاصة قتلته على الفور. وكان جيش الاحتلال تصدّى لمسيرة حاشدة انطلقت بعد صلاة الجمعة من مسجد بلدة بيت أمر تضامنا مع غزّة، وصولا إلى مدخل البلدة الرئيس، حيث هاجمها جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص الحيّ والمطاطي في المواجهات. أما في بلدة حوارة جنوبي نابلس، فلم تكن المواجهات أقل حدة. فقد استشهد الشاب خالد يوسف عزمي برصاص أحد المستوطنين الذي كان يمر من المكان أثناء مغادرة المواطنين صلاة الجمعة. وقالت المصادر الطبية أن 4 مواطنين وصلوا إلى مستشفى رفيديا في نابلس نتيجة إصابتهم بالرصاص الحي وصفت حالتهم بالخطيرة، أصعبهم حالة الشاب عزمي الذي استشهد لاحقاً. من جانبه قال الدكتور غسان حمدان مدير الاغاثة الطبية في نابلس "إن المستوطنين يقومون بعمليات انتقامية من المواطنين الفلسطينيين مطالبا بالتصدي لتصرفاتهم بالوحدة الوطنية". وقال: "أتوقع أن يصعد المستوطنون من انتقامهم في المناطق الريفية الفلسطينية"، محذرا أن على الجميع الانتباه لما يقوم به المستوطنون من "استفزازات". وعقب إعلان استشهاده، خرجت مسيرة من بلدة حوارة، فباشرها جنود الاحتلال بالرصاص ما أدى لاستشهاد الشاب طيب محمد صالح شحادة- 20 عاما- بعد إصابته برصاصة في رأسه. وكان العشرات من شبان بلدة حوارة جنوبي نابلس نظموا بعد صلاة الجمعة مسيرة تضامنية مع غزة على الشارع الرئيسي للبلدة. وقد أعقبت المسيرة مواجهات بين المتظاهرين من جهة، وجنود الاحتلال ومستوطنين مسلحين من جهة أخرى.