خبر: وزير خارجية ألمانيا سابقاً: أمريكا متعبة استراتيجيًّا
28 اغسطس 2014 . الساعة 09:55 ص بتوقيت القدس
لا يتردد وزير الخارجية الألماني في الفترة من 1998 إلى 2005، يوشكا فيشر، عن وصف الإستراتيجية الأمريكية بالمنهكة، في مقالته المنشورة على صفحات هافينغتون بوست، يوم الأربعاء "عواقب التفكك التدريجي لدور "أمريكانا" أصبحت واضحة على نحو متزايد". و"لمدة سبعة عقود"، يقول الكاتب، "حفظت الولايات المتحدة إطارًا عالميًّا، رغم عدم كماله، ورغم الأخطاء التي ارتكبتها القوة العظمى، ضمنَ عمومًا حدًّا أدنى من الاستقرار العالمي". ويضيف: "لكن الولايات المتحدة لم تعد مستعدة أو قادرة على أن تكون شرطي العالم". التراكم الهائل للأزمات والصراعات التي تواجه العالم اليوم، في أوكرانيا، العراق، سوريا، ليبيا، وغزة، يرتبط بالموقف الأمريكي الجديد، وفقًا لفيشر. وإذا ما أتت الأمور إلى ذروتها في منطقة زلزالية أخرى من السياسة العالمية، وهي شرق آسيا، فإن العالم سوف يواجه كارثة عالمية ناتجة عن تزامن العديد من الأزمات الإقليمية. ويضيف الوزير السابق: "من الواضح، أنها ستكون أزمة لا يمكن لأحد السيطرة عليها أو احتوائها". العالم ثنائي القطب خلال الحرب الباردة هو تاريخ. وأهدر جورج دبليو بوش حقيقة أن أمريكا هي القوة العظمى الحقيقية الوحيدة المتبقية. وحتى الآن، لم تؤدّ العولمة الاقتصادية إلى وضع إطار للحكم العالمي. وربما نحن في منتصف عملية الفوضى التي من شأنها أن تؤدي إلى نظام دولي جديد، أو، على الأرجح، نحن فقط في بداية تلك العملية، وفقًا لفيشر. ويؤكد الكاتب أن النقاش حول مستقبل النظام العالمي يجري أساسًا في الغرب، وتحديدًا في أمريكا الشمالية وأوروبا. لكن، القوى الناشئة في العالم تحاول إلى حد كبير تكييف مواقفها الإستراتيجية وفقًا لتطلعاتها ومصالحها الوطنية، وهي بالتالي غير راغبة أو غير قادرة على التعبير عن الأفكار والقواعد التي تدعم نظام دولي جديد. واعتبر الكاتب أن الأزمة في العراق، والعنف المروع للدولة الإسلامية هناك وفي سوريا، هو إلى حد كبير نتيجة لعدم التدخل الغربي في الحرب الأهلية السورية، وبأن نتائج عدم وجود قوة مركزية فاعلة في العالم تبدو واضحة الآن، حيث هناك كارثة إنسانية وتحدٍّ خطير بإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط العربي. وفي ضوء هذه النتيجة، استغرب الكاتب من الجدل في أوروبا حول تسليح الأكراد. وقال: "أمام أعيننا، الدولة الإسلامية تهدد بقتل أو استعباد جميع أفراد الأقليات الدينية والعرقية الذين لا يقومون على الفور باعتناق الإسلام أو الفرار. لا يجب أن يراقب العالم داعش وهي تهدد بالإبادة الجماعية، واتخاذ إجراءات هو واجب أخلاقي. الأسئلة التي تتعلق، على سبيل المثال، بما سوف يحدث للأسلحة بعد انتهاء القتال، هي أسئلة ذات أهمية ثانوية الآن". وأضاف الكاتب أن العلاقة بين القيم والمصالح هي أمر بديهي في المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية، وبأن هذا صحيح بشكل خاص بالنسبة للاتحاد الأوروبي؛ حيث من شأن وجود دولة إرهابية تمتلك وحشية مطلقة في وسط الشرق الأوسط أن يكون تهديدًا مباشرًا لسلامة أوروبا المجاورة. وهنا تساءل الوزير الألماني السابق: "فلماذا إذًا لا نساعد من هم على استعداد لمواجهة هذا الخطر في العراق؟". "ولكن"، يقول الكاتب، "يواجه الغرب مخاطر أن يصبح تحمل عبء مسؤولية الحفاظ على النظام العالمي فوق طاقته، نظرًا لعدد وطبيعة الأزمات التي تواجهه، ولأن معظم هذه الصراعات ليست اشتباكات بين دول؛ وإنما هي نزاعات غير متكافئة، ليست المجتمعات الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، مجهزة للتعامل معها". ويضيف: "الأزمات المتراكمة اليوم، يرافقها التعب الاستراتيجي لأمريكا، تجبر أوروبا على تحديد الدور الذي سوف تلعبه في مستقبل الاستقرار العالمي. يتعين على أوروبا أن تفعل المزيد من أجل الأمن الجماعي". ويختتم الكاتب مقاله بالقول: "أوروبا لا يمكنها أن تتحمل مسؤولية أكبر عن النظام والاستقرار العالمي دون توحيدها سياسيًا. وهو ما لا يمكن للكثير من القادة الأوروبيين فهمه، للأسف".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.