20.57°القدس
20.39°رام الله
19.42°الخليل
25.62°غزة
20.57° القدس
رام الله20.39°
الخليل19.42°
غزة25.62°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

حكاية جروح لم تندمل..

خبر: الأسير "أبو حمد" من المشفى إلى كرسي التحقيق

في أسفار الجهاد والمقاومة تزدحم الذاكرة الفلسطينية بالأحداث الجسام والأسماء الكبار؛ بين شهيد قضى نحبه طمعا برفقة الأنبياء، وبين أسير صابر ينتظر تحريره على يد الأوفياء... من بين سطور هذه الأسفار يظهر اسم الأسير خالد أبو حمد مسَطرا بأحرفٍ كتبها من دماء جسده التي سالت حين نجا من الاغتيال ليكون شاهدا وراويا لبطولات القسام في ميادين مقارعة الاحتلال. [title]الولادة والنشأة [/title] ولد الأسير خالد ذيب حسن أبو حمد في مدينة نابلس يوم الرابع عشر من آذار- مارس 1976، لأسرة فلسطينية كان فيها الولد البكر بين أشقاءه الثلاثة: ضياء وبهاء وحسن، وشقيقتيه أريج ومنى. تلقى تعليمه في مدارس نابلس، وقبل الثانوية بعام ترك خالد مقاعد الدراسة وعمل في مجال "دهان السيارات". عام 1997 تزوج خالد وأنجب ثلاثة أبناء: ذيب ومحمد ومنى. مع بداية انتفاضة الأقصى شق خالد طريقه الجهادي بصورة سرية مستفيداً من معرفته الجيدة بالمناطق الإسرائيلية التي عمل فيها لسنوات، ومستغلاً عدم وجود أية أسبقية أمنية في سجله تجعل منه هدفاً لعيون الاحتلال وأعوانه. [title]مشوار الجهاد [/title] بدأ مشواره الجهادية في صفوف كتائب القسام في مدينة نابلس، فانضم إلى إحدى خلاياها وكان عضوا فاعلاً فيها برفقة الشهيدين القساميين محمد الحنبلي وسعيد القطب والأسرى المحررين في صفقة "وفاء الأحرار" فراس فيضي ونمر دروزة وكمال شعبلو، حيث اشترك في التخطيط لعددٍ من العمليات الاستشهادية. منتصف تشرين أول 2002 خطط القسامي فراس فيضي تنفيذ عملية استشهادية في مغتصبة "ارائيل" القريبة من نابلس بعد عملية رصد حثيثة للمكان، واختار لذلك الاستشهادي محمد كزيد البسطامي الذي كان قد توجه لفراس في وقت سابق وألحّ عليه من أجل ذلك. في ساعات صباح السابع والعشرين من الشهر نفسه، استلم فيضي من الشهيد المهندس محمد الحنبلي حزاما ناسفا، والتقى بعدها مع الاستشهادي البسطامي في المقبرة الشرقية في نابلس، وشرح له كيفية التفجير، وبعد وقت قصير وصل خالد أبو حمد إلى المكان وكانت مهمته بناءً على الخطة إيصال البسطامي لمدخل المغتصبة، ثم البس فراس الاستشهادي البسطامي الحزام وأعطاه مسدسا لاستخدمه في حال لم ينفجر الحزام، وبعدها افترق خالد والبسطامي عن فراس وخرجوا إلى هدفهم. وفي ظهيرة ذلك اليوم انطلق خالد بسيارته برفقة الاستشهادي إلى المغتصبة، وقبل الوصول بأمتار؛ ترجل الاستشهادي من السيارة وانطلق إلى محطة وقود تسمى "ايشل هشومرون" موجودة على مدخل المغتصبة، عندها فجر حزامه الناسف وسط حشد من الجنود موقعا ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى. [title]ارائيل الثانية [/title] بعد اقل من عام، قام خالد بتجنيد أحد المجاهدين إلى صفوف كتائب القسام وطالب منه تجهيز نفسه للمشاركة في عملية استشهادية يتم التخطيط لها في المكان الذين نفذ فيه الاستشهادي البسطامي عمليته الأولى، وذلك تحديا للأجهزة الأمنية وإظهارا لقدرة مجاهدي القسام على الوصول إلى أهدافهم. في الحادي عشر من آب أغسطس 2003، استلم الأسير خالد أبو حمد حزاما ناسفا قام الشهيد المهندس محمد الحنبلي بإعداده، وكانت الخطة أن يتم إخفاء الحزام في منطقة قريبة من مكان تنفيذ العملية ثم يخرج الاستشهادي في اليوم التالي لاستلامه وتفجيره. قام خالد بدوره بتسليم الحزام الناسف إلى المجاهد، ثم طلب منه التوجه إلى إحدى الأحراش الجبلية القريبة من المغتصبة لتخبئة الحزام هناك، وبعدها انطلق المجاهد بسيارة أجرة وأخفى الحزام بناء على الخطة المعدة ثم عاد أدراجه إلى نابلس. في صبيحة اليوم التالي، وفي منطقة قريبة من دوار الشهداء في نابلس، التقى خالد مع المجاهد وكان برفقته الاستشهادي القسامي إسلام يوسف قطيشات (...) قام خالد بإعطاء الاستشهادي مسدسا لإطلاق النار على الحزام في حال حدوث أي خلل، ثم انطلق المجاهد برفقة الاستشهادي إلى مكان تنفيذ العملية. في ظهيرة ذلك اليوم، وصل المجاهد برفقة الاستشهادي قطيشات إلى المكان الذي خُبأ فيه الحزام الناسف وشرح له كيفية التشغيل ومكان العملية، ثم قام المجاهد بوداع الاستشهادي الذي توجه للشارع الرئيسي على بعد 200 متر من المكان، وعندما وصل إلى الهدف المحدد فجر الاستشهادي حزامه الناسف موقعا إسرائيليين وعدد من الجرحى. [title]محاولات الاغتيال والاعتقال [/title] بعد هاتين العمليتين بدء اسم خالد أبو حمد يظهر في سجلات جهاز المخابرات الإسرائيلية كأحد الأشخاص الذين لهم دور في تنفيذهما، عندها بدأت رحلة المطاردة والتواري عن الأنظار. بعدها بعدة أيام وفي ساعات الليل، اجتاحت عشرات الآليات المدعومة بالطائرات مدينة نابلس وحاصرت منزل خالد الكائن في منطقة رأس العين، وعندما فشل جنود الاحتلال باعتقاله أو اغتياله احرقوا المنزل ودمروا محتوياته. وفي الثاني والعشرين من تشرين أول اكتوبر 2003، تعرض خالد لمحاولة اغتيال، عندما فجّر الصهاينة السيارة التي كان يستقلها برفقة اثنين من المجاهدين بالقرب من منطقة شارع عمان شرق نابلس، وقد أسفر الانفجار عن استشهد احدهم، فيما أصيب خالد بجروح وحروق بالغة في جميع أنحاء جسده وتمزق في الأوعية الدموية والأنسجة، كما قطع عدد من أصابع يده، لينقل بعد ذلك بين الحياة والموت إلى مستشفى الاتحاد في المدينة ومنها إلى مستشفى الإنجيلي وهو في حالة بالغة الخطورة. بعد ثلاثة أيام من إصابة خالد، اقتحم العشرات من جنود القوات الخاصة قسم العناية المركزة واعتقلوه وهو في حالة غيبوبة. [title]العبث بالجروح [/title] نُقل خالد ودون أي اعتبار لحالته الصحية إلى معسكر حوارة جنوب نابلس ووضع في زنزانة انفرادية، ومن هنا بدأت فصول معاناته وعذاباته على يد المحققين الذين كانوا يدسون على أعضائه النازفة متسببين له بمزيد من الآلام والأوجاع، وبعد فترة طويلة ومشارفته على الموت نُقل إلى مستشفى سجن الرملة. بقي يعاني لعدة أشهر من أوجاعه الممتدة في أنحاء جسده الذي لا يخلو جزء منه من آثار الشظايا، هذا بالإضافة إلى الآلام التي أحدثها التهاب الغرز، وما تركته من انتفاخات وأورام وارتفاع شديد في الحرارة يضاف إليها ألم في العيون التي تدمع باستمرار من اثر الشظايا في وجهه، ولكن بالرغم من كل هذه الجراح والأوجاع، إلا أنه بقي صابرا محتسبا، قدوته بذلك سيدنا خالد بن الوليد الذي ما في جسده موضع شبر إلا وبه اثر ضربة رمح أو سيف أو سهم. [title]الحكم على مرحلتين [/title] بعد أشهر من اعتقاله، فشلت المخابرات بانتزاع أية معلومة من بين شفتيه رغم الأهوال والعذابات التي تعرض لها، ليصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة العضوية في كتائب القسام. ولكن وبعد ثلاث سنوات من اعتقاله وفي نهاية شباط 2006 أُعيد خالد للتحقيق مجددا بعد وورد معلومات واعترافات تثبت ضلوعه في عمليتي "ارئيل"، ليصدر بحقه حكم جديد بالسجن لمدة ثلاثة مؤبدات و40 عاما. ويقبع أبو حمد اليوم في سجن جلبوع برفقة إخوانه أسرى حركة حماس، ويكمل حاليا دراسة القانون بعد أن حصل على شهادة الثانوية العامة من داخل سجنه.