استشهد فجر اليوم الثلاثاء، المجاهدين مروان القواسمي وعمار أبو عيشة الذين تتهمهما سلطات الاحتلال بقتل المستوطنين الثلاثة قبل نحو ثلاثة شهور قرب الخليل، في ظل هروب كامل للأجهزة التابعة للسلطة المنوط بها حماية المنطقة التي وقعت فيها العملية والتي تقع تحت سيادتها. وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن اشتباكًا مسلحاً وقع بين الاحتلال والمطاردين عامر أبو عيشة ومروان القواسمي في حي الجامعة بالخليل، فيما تم اعتقال عدة شبّان من عائلة القواسمي للاشتباه بمساعدة المطاردين في الاختباء. وأفاد شهود عيان أنّ قوّات كبيرة من الوحدات الخاصة (المستعربين) حاصرت منزلاً قرب مسجد الرباط في حي الجامعة بمدينة الخليل، وشرعت بإطلاق الرصاص الحي وأجرت عمليات تفجير في المكان قبل مطالبة قاطني المنزل بالخروج وتسليم أنفسهم للقوات الإسرائيلية. وحضر إلى محيط المنزل جرافة وحفار تتبع قوّات الاحتلال، وشرعتا بعمليات هدم وتجريف في المنزل ومحيطه، قبل أن تعتلي قوّات الاحتلال أسطح عدد من العمارات المرتفعة في المكان، وتغلق كافة المداخل المؤدية إلى الموقع. من جهته أعلن أوفير جندلمان الناطق باسم رئيس حكومة الاحتلال أن جنود جيشه قتلوا المطاردين عامر أبو عيشة ومروان القواسمي خلال اشتباكات وصفها بـ"العنيفة" وقعت في حي الجامعة في مدينة الخليل المحتلة. وكانت قوات الاحتلال عثرت مساء الاثنين 30 يونيو 2014 على جثث المستوطنين الثلاثة غرب حلول شمال الخليل على مقربة من مكان أسرهم. من جهة أخرى اندلعت مواجهات عنيفة بالقرب من مدرسة الملك خالد وجامعة الخليل بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص صوب المواطنين والمنازل ما أدى إلى إصابات بالرصاص الحي، واعتلى عدد من الجنود أسطح المنازل بينهم قناصة. وفي سياق متصل شددت قوات الاحتلال من الإجراءات الأمنية في مداخل محافظة الخليل، وفتّش الجنود المركبات دققوا في هويات المارة وأوقفوا عدداً من الشبان حيث تركز التشديد في منطقة جسر حلحول شمال المحافظة. وحضرت للمكان عائلات الشهداء ورغم عدم التأكد من هويتي الشهيدين إلا أن والدة الشهيد القواسمة أكدت أن ابنها مجاهد في سبيل الله ومن أجل تحرير فلسطين وتمنت له الشهادة والفوز بها مع رفيقه عامر أبو عيشة. وتسود المكان حالة من الغضب في ظل هروب أجهزة السطة من مواجهة الاحتلال الذي اقتحم مناطق ذات سيادة فلسطينية يتوجب عليه الدفاع عنها.