19.18°القدس
19.12°رام الله
18.3°الخليل
21.34°غزة
19.18° القدس
رام الله19.12°
الخليل18.3°
غزة21.34°
الإثنين 11 نوفمبر 2024
4.84جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.75

خبر: "كرزاي فلسطين"..وظهوره المفاجئ في حياة عرفات

في ذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات من كل عام، يخاطب رئيس السلطة محمود عباس الشعب الفلسطيني، وربما يتلو نفس البيان الذي يؤكد فيه، أنه سائر على طريق الراحل حتى تحقيق حلم الدولة والإستقلال، واعداً في كل مرة بكشف ملابسات مقتله أمام الرأي العام الذي يرى في عرفات رمزا فلسطينيا لا رئيسا لحزب بعينه. ومع مرور 10 أعوام على اغتيال عرفات ، لا يزال السؤال: من قتل عرفات ؟ بلا إجابة أو يراد له أن يبقى كذلك. وكشف تحقيق للجزيرة قبل عامين استمر تسعة أشهر، وجود مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام في مقتنيات شخصية للرئيس عرفات، استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته وذلك بعد فحوصات أجراها مختبر سويسري مرموق. وتحوم الشكوك حول شخصيات ظهرت فجأة على الساحة الفلسطينية بعد اختفاء لأعوام يدبرون بليل من وراء الكواليس، وعلى رأسهم محمد عباس الذي خلف الراحل في رئاسة السلطة منذ وفاته إلى الآن. [title]ظهور مفاجئ لعباس[/title] وسطع نجم عباس كبديل براغماتي لعملية التفاوض مع بداية عام 2003 وباتفاق بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية حينما قررت عدم مواصلة المفاوضات مع ياسر عرفات بعد اتهامه أنه رجل لا يريد السلام. وقد كانت مراحل الخلاف واضحة بين عرفات وعباس, حتى جاء عام 2002 حين فرضت أميركا عباس وزيرا للمالية ثم رئيسا للوزراء على الرئيس عرفات لسحب صلاحياته. وحينها اشتد الخلاف وحشد عباس كل طاقاته وحلفائه لمحاربة الرئيس الراحل وكان هناك اجتماع في بيت أبو مازن للتنسيق مع الجهات الأمريكية والإسرائيلية للتخلص من عرفات والذين كانوا يعتبرونه آنذاك عقبة في وجه السلام, وعلم عرفات به وسماه اجتماع الذل والعار. واعتبر الرئيس عرفات في ذلك الوقت أن "نحت" منصب رئيس الوزراء على مقاس عباس محاولة لإزاحته من منصبه، ونزع معظم صلاحياته كرئيس، إن لم يكن كلها، خاصة أن من كان يضغط في هذا الاتجاه الولايات المتحدة الأمريكية والدول المانحة. وكانت الخيارات أمام عرفات محدودة في أمرين: إما القبول بعباس رئيساً للوزراء، أو وقف كل المساعدات المالية لسلطته في رام الله. ولم يصل الأمر إلى هذا الحد, فبحسب المستشار السياسي للرئيس عرفات مروان كنفاني الذي قال في كتابه سنوات الأمل : "إن العلاقات بين الرئيس عرفات ورئيس وزرائه محمود عباس استمرت في التدهور وابتدأ السيد عباس في تجنب اللقاء مع الرئيس عرفات واكتفى بإبلاغه بقرارات مجلس الوزراء عن طريق مبعوثين, الأمر الذي زاد في شكوك الرئيس عرفات بأن رئيس وزرائه يعمل على تنفيذ عملي لقرار عزل وتقليص صلاحيات رئيس السلطة الفلسطينية، وتجمد بذلك الوضع السياسي والداخلي نتيجة عدم قدرة أي من الجانبين على تنفيذ قراراته". [title]كرزاي فلسطين[/title] وكان الناطق السابق باسم حركة فتح "ماهر مقداد" قد كشف في وقت سابق أن إطلاق الرئيس ياسر عرفات على خلفه محمود عباس "كرزاي فلسطين" جاء بعد أن فرضته الإدارة الأمريكية عليه، ليعينه في منصب رئيس الوزراء وسحب كافة صلاحيات الراحل . وفي السياق بين القيادي المفصول من حركة فتح أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يطلق عليه لقب رئيس الوكالة اليهودية, بالإضافة إلى كرزاي فلسطين. وتطورت مؤخرا الخلافات بين عباس والقيادي البارز محمد دحلان الذي تم فصله هو الآخر من فتح ، ووصل الأمر إلى حد السب والقدح والتشهير بالأبناء والعائلة، فضلا عن اتهامه بالتورط في قتل عرفات. وكشف دحلان في اللقاء التلفزيوني الشهير على قناة "دريم 2" قبل عدة أشهر، عن أن عباس أفرج عن حارس شخصي، للرئيس الراحل ياسر عرفات كان متهماً رئيسياً بقضية اغتياله، وقد اعتقل وخضع للتحقيق، وقام بتهريبه للخارج. وأضاف أن طبيباً فلسطينياً كان يتردد على عرفات قتل برام الله. وقال: "ليست إسرائيل من قتلته، اسأل عباس من قتله!؟". وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "أرئيل شارون" كان يريد عباس ولا يريد عرفات، وكذلك المجتمع الدولي، لأن عرفات بنظرهم "استخدم المقاومة العنيفة، فالخطأ الذي ارتكبه أبو عمار وتسبب في حصار في الانتفاضة الثانية هو إصراره على المقاومة المسلحة ضد إسرائيل". وقال دحلان "رجوت أبو مازن لزيارة عرفات حين كان مريضاً إلا أنه رفض ذلك". ويوضح الكاتب الفلسطيني عماد زقوت في مقال له أن الرئيس عباس يحاول في كل مرة أن ينفذ السياسات الأمريكية والصهيونية متجاهلاً بذلك المصلحة العليا للشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن عباس "لم يكترث لرمزية الرئيس عرفات و كان يطالبه بصلاحيات في الأمن والسياسة الخارجية والإعلام والمالية بخلاف الأمر مع رئيس وزرائه إسماعيل هنية عندما وقف حجر عثرة أمام برنامج الحكومة العاشرة ونازعها على الصلاحيات بل وجر الساحة الفلسطينية إلى أتون صراعات داخلية طويلة. ويضيف " الناظر إلى الحالة الفتحاوية يجدها تجمع بين طياتها العديد من التناقضات ما يجعلها دائما عرضة للاختلافات والتنازعات بين أقطابها مما ينعكس بالسلب على الساحة الفلسطينية". وأعاد الكاتب إلى الذاكرة " ما حدث في السنوات الأخيرة بين دحلان وعباس من خلافات كبيرة أدت إلى شرخ عميق في التنظيم الفتحاوي حتى أنه أصبح كلا منهما يستقوي على الآخر بقوى خارجية والتي تحاول تنفيذ أجندتها في الساحة الفلسطينية من خلال هذه القيادات". وقررت مركزية فتح أمس الأحد إلغاء مهرجان إحياء الذكرى العاشرة لرحيل ياسر عرفات والذي كان مقررا غدا الثلاثاء في ساحة الكتيبة وسط غزة وذلك على خلفية نزاعات وخلافات داخلية بين تياري دحلان وعباس .