21.91°القدس
21.57°رام الله
20.53°الخليل
24.28°غزة
21.91° القدس
رام الله21.57°
الخليل20.53°
غزة24.28°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: الحملة المقدسة وأيقونة الحرب

نتنياهو يضيء الشمعدان في أحد الانفاق أسفل المسجد الأقصى وابتسامة الناسك المتعبد ترتسم على شفتيه، ومن خلفه عدد من الحاخامات ورجال الدين الصهاينة، بعد ساعات «ليفني» منافسته الليبرالية من «يمين الوسط» تلبس الحجاب وتقف امام «حائط البراق» في صورة تعبر عن مواهبها كعارضة ازياء سابقة في باريس، ولوهلة تظن بانك تنظر الى واحدة من ابداعات الرسام الايطالي «ليوناردو دافنشي» فالصورة «ايقونة» جدا متقنة بحيث أظهرت ليفني وكأنها «قديسة» يقطر من عينها الخشوع والسكينة «تحفة فنية» تسر الناظرين و"ايقونه للحرب» يمكن تعليقها على جدران الانفاق أسفل المسجد الأقصى. حملة انتخابية تهدف الى استرضاء المتدينين والحاخامات الذين افتوا بقتل اطفال فلسطين، كيف لا وقبل أيام اقتلعت عين طفل مقدسي في الرابعة من عمره برصاصة مطاطية اطلقها قناص من الجنود التابعين لجيش «إسرائيل» الشيء الذي اراد اعضاء الكنيست له ان يكون دولة يهودية خالصة بدون شوائب او منغصات، الحملة مستمرة العودة الى الاستيطان ووقف تفكيك المستوطنات العشوائية الغير مرخص لها! في حين تهدم بيوت المقدسيين الملاحقين حتى في المغارات التي لجأوا اليها من برد الشتاء. حملة انتخابية مقدسة لا تجد من يعترض عليها في العالم المتحضر او يدينها، حملة تجد لها من يبررها من العرب والعجم فالحجاب مسموح هنا ولا يتعرض لنقد حتى لو لبسته عارضة الازياء ومشعلة الحروب «ليفني» والتدين مرغوب حتى لو مارس طقوسه نتنياهو كرئيس مؤقت للوزراء، هل هي معايير مزدوجة ام حرب مقدسة يتم الاعداد لها؟، البعض متفائل فهم يعتقدون ان «ليفني» علمانية ومتحالفة مع اليسار وبعض « العرب « ولكن حملتها الانتخابية لا تشير الى ذلك بتاتا، واقع الحال يشير الى ان القاعدة الانتخابية لقادة الكيان الاسرائيلي باتت متطرفة متدينة مدعومة بفتاوى تبيح قتل النساء واقتلاع عيون الاطفال وابادة الفلسطينيين. المقلق ان هناك دو لا اوروبية وفي ظل هذا المناخ وفي ظل هذه الحملة المقدسة تقدم لـ «اسرائيل» الغواصات والسفن الحربية بأسعار تفضيلية بل ان بعض الساسة في أوروبا بات رهينة لصعود اليمين الاوروبي، ويعمل ليل نهار للهروب من أزمته أزمة القارة الأوربية بنقلها الى منطقتنا العربية على شكل فوبيا الاسلام» ليشغل الرأي العام الغربي عن الازمة العميقة القادمة لا محالة الى اوروبا يشغلها بالحملة المقدسة التي يتم الاعداد لها على الشعب الفلسطيني تحديدا. خيارات الفلسطينيين محدودة ومقتصرة على حقهم في المقاومة والدفاع عن النفس وحقهم في خوض معارك قانونية للدفاع عن انسانيتهم التي انتهكت منذ عام 48 حملة لم تنقطع لتشويه صورتهم وتشويه نضالهم في لدفاع عن ارضهم ومقدساتهم وحقوقهم المسلوبة.