23.34°القدس
23.1°رام الله
21.64°الخليل
26.6°غزة
23.34° القدس
رام الله23.1°
الخليل21.64°
غزة26.6°
السبت 12 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.33دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.33

خبر: "أبو ارميلة".. الشاهد الوحيد في البلدة القديمة

في كل صباح يحمل كاميرته وينطلق بها إلى عمله، ورغم أنه ليس صحفيا، إلا أن آلة التصوير خاصته لا تفارقه، فالأحداث كثيرة، واعتداءات الاحتلال قد تحدث في أي لحظة، وبات هو وحده -تقريبًا- القادر على توثيقها بعد أن انسحب الكثيرون من الميدان. "رائد أبو ارميلة" لديه من الأبناء 3 ومن البنات 3، يسكن بالقرب من المسجد الإبراهيمي، يدير محلًا تجاريًا صغيرًا لبيع المنتجات السياحية، تطوّع في مؤسسة "بيتسيلم" منذ أربع سنوات، بهدف توثيق الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين بالصوت والصورة سواء الاعتقالات أو احتجاز المواطنين أو حتى تلك الاعتداءات على الأبينة والمنازل من قبل جنود جيش الاحتلال ومستوطنيه. ويقول "أهل المنطقة يسارعون للاتصال به عند أي حدث في المنطقة. اسكان المنطقة كبارًا وصغارًا وحتى طلاب المدارس يحتفظون برقم هاتفي، فهم يثقون بي، ويهتمون بتوثيق كل ما يحدث. هم لا يعرفون لم يوثقون، لكنهم مقتنعون بأن هذه الجرائم الإسرائيلية شبه اليومية، يجب أن تسجلها الكاميرات والتاريخ". [b]اعتداء ومضايقات[/b] وحول ردة فعل جنود الاحتلال عند رؤيتهم له وهو يوثق جرائمهم، يقول أبو ارميلة إن الجنود يتجنبون التمادي في إجرامهم حتى لا يتم توثيقه، لدرجة أن كل حاجز يخبر الذي يليه بأن مصور "بتسيلم" قادم حتى يتجنبوا صوره. وأضاف "لا يروق لجنود الاحتلال عملية التصوير التي أقوم بها، لذا فكثيرًا ما تعرضت للاعتداءات المختلفة، وأحيانًا للاعتقال. الأمر لم يقتصر علي وحدي بل تعرض أولادي للاعتداءت والضرب كذلك"، موضحًا أن آخر اعتداء عليه أدى لإصابته بجرح عميق في قدمه قبل عدة أيام ما أثر على أدائه وسرعة حركته. أبو رميلة يؤمن بما يقوم به من عمل تطوعي، لكنه في نفس الوقت يعاني من ضغط الاحتلال عليه إضافة إلى ضغط السلطة الفلسطينية، ما للتفكير بتسليم كاميرته، لكنه سريعصا ما يتراجع عن قراره لأنه مقتنع بما يقوم به. ويشتكي أبو ارميلة من تعامل المسؤولين معه حيث أنها ليست نفس الطريقة التي يتعامل بها هؤلاء المسؤولين مع أهالي المنطقة وسكانها. يقول "الطريقة تختلف وتأخذ منحى سوء التعامل للأسف. وبالنهاية فهم لا يهتمون لما يجري بالمنطقة. هم يهتمون بمناصبهم وكراسيهم". [title]توثيق جرائم قتل[/title] وحول أهم ما قام بتصويره، يذكر أبو ارميلة أنه صور العديد من الأفلام التي نشرها آخرون باسمهم، ولكن أهم ما صوره كانت حادثة استشهاد محمد السلايمة والذي قتلته مجندة إسرائيلية بدم بارد على حاجز قريب من المسجد الإبراهيمي قبل أكثر من سنتين. كما أنه وثق عملية قتل جندي إسرائيلي عند مقر لجان العمل الصحي على يد زميل له في جيش الحتلال مما فنّد ادّعاء الاحتلال بأن الجندي قتل على يد فلسطينيين. المواطن أبو ارميلة يعرف أن التصوير هناك لن يعيد الحقوق المنهوبة، ولن يوقف اعتداءات جنود الاحتلال المتواترة والمتزايدة يومًا فيوم، لكنه يدرك تماما أن أسلحة الحرب اختلفت، وأن الساحة مفتوحة للحرب الإعلامية، وأن كلمة الفصل في النهاية لما يراه الآخرون لا ما ينقل لهم.