22.78°القدس
22.55°رام الله
21.64°الخليل
25.18°غزة
22.78° القدس
رام الله22.55°
الخليل21.64°
غزة25.18°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: أطفال فلسطينيّون .. عبيد بمستوطنات الاحتلال

تستخدم مزارع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عمالة من الأطفال الفلسطينيين لغرس المحاصيل الزراعية وحصادها وتعبئتها بغرض التصدير. وتدفع المزارع للأطفال أجوراً متدنية وتعرضهم لظروف عمل خطيرة في انتهاك للمعايير الدولية. هذه خلاصة تقرير مكون من 74 صفحة، تحت عنوان "عرضة للاستغلال: عمالة الأطفال الفلسطينيين في المستوطنات الزراعية الإسرائيلية في الضفة الغربية"، لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، وصل نسخة منه لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] عبر البريد الالكتروني، الاثنين. ويوثق التقرير كيفية قيام أطفال يصل سن بعضهم إلى 11 عاماً بالعمل في بعض مزارع المستوطنات، في درجات حرارة عالية في كثير من الأحيان. كما يحمل الأطفال أحمالاً ثقيلة ويتعرضون للمبيدات السامة، وفي بعض الأحيان يضطرون لتحمل تكاليف العلاج الطبي لإصابات أو أمراض متعلقة بالعمل من جيوبهم الخاصة. وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش" سارة ليا ويتسن: إن "المستوطنات تتربح من انتهاك حقوق الأطفال الفلسطينيين، فالأطفال القادمون من مجتمعات أفقرها تمييز إسرائيل وسياساتها الاستيطانية يتركون المدارس ويتولون أعمالاً خطيرة لأنهم يشعرون بعدم وجود بديل، بينما تغضي إسرائيل الطرف". وأجرت "هيومن رايتس ووتش" مقابلات مع 38 طفلاً و12 من البالغين العاملين في سبع مزارع بمستوطنات في منطقة وادي الأردن، التي تغطي نحو 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، حيث تقع المستوطنات الزراعية الكبرى. وحسب المنظمة فقد عملت القيود الإسرائيلية التمييزية المفروضة على وصول الفلسطينيين إلى الأراضي الزراعية والمياه في الضفة الغربية، بخاصة في وادي الأردن، وهو المركز التقليدي للزراعة الفلسطينية، عملت على تكبيد الاقتصاد الفلسطيني خسائراً تزيد على 700 مليون دولار أمريكي سنوياً، بحسب تقديرات البنك الدولي. وتصل معدلات الفقر وسط الفلسطينيين في وادي الأردن إلى 33,5 بالمئة، وهي من أعلى المعدلات في الضفة الغربية. ويستأجر بعض الفلسطينيين أراض زراعية من مستوطنين، خصصت لهم إسرائيل الأرض بعد مصادرتها دون وجه حق من فلسطينيين. [title]الأطفال.. لا بديل [/title] أما السياسات الإسرائيلية التي تدعم نقل مدنيين إلى أراض محتلة، ومصادرة إسرائيل للأراضي والموارد فيها لصالح المستوطنات، فهي تنتهك التزامات "إسرائيل" بوصفها قوة الاحتلال بموجب اتفاقية جنيف الرابعة. وتتضاعف هذه الانتهاكات بفعل الانتهاكات الحقوقية الواقعة على الفلسطينيين العاملين في المستوطنات، بمن فيهم الأطفال. وقالت المنظمة إن "على إسرائيل تفكيك المستوطنات، ومنع المستوطنين من تشغيل الأطفال الفلسطينيين حتى ذلك الحين، طبقاً للالتزامات الإسرائيلية بموجب المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الأطفال وحقوق العمال". وقال جميع الأطفال الفلسطينيين الذين أجرت معهم المنظظمة الدولية المقابلات تقريباً إنهم شعروا بعدم وجود بديل سوى البحث عن عمل في مزارع المستوطنات للمساعدة في إعالة عائلاتهم. وكانت إسرائيل قد خصصت 86 بالمئة من أراضي وادي الأردن للمستوطنات، كما توفر للزراعة في المستوطنات حقوقاً أكبر بكثير للوصول إلى المياه الجوفية تحت الوادي مما للفلسطينيين الذين يعيشون في الوادي. وتصدّر المستوطنات الزراعية جانباً كبيراً من منتجاتها إلى الخارج، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة. ورغم نقص الإحصائيات الرسمية إلا أن منظمات التنمية وحقوق العمال الإسرائيلية والفلسطينية تقدر اشتغال مئات الأطفال في المستوطنات الزراعية الإسرائيلية على مدار العام، وأن أعدادهم تتزايد في ذروة موسم الحصاد. [title]انتهاكات جسيمة [/title] وقال الأطفال الذين أجرت معهم المقابلات إنهم عانوا من الغثيان والدوار. وقال بعضهم إنهم فقدوا الوعي أثناء العمل في حرارة الصيف التي كثيراً ما تتخطى الأربعين درجة مئوية في الخلاء، وتزيد عن ذلك داخل الصوبات التي يعمل بها كثير من الأطفال. وقال أطفال آخرون إنهم تعرضوا للقيء ومتاعب التنفس والتهاب العينين والطفح الجلدي بعد رش المبيدات أو التعرض لها، بما في ذلك داخل مساحات مغلقة. واشتكى البعض من آلام الظهر بعد حمل صناديق ثقيلة مملوءة بالمحاصيل، أو حمل عبوات المبيدات على ظهورهم. ومن بين الأطفال الذين أجريت معهم المقابلات من أجل التقرير، قام 33 بترك الدراسة وعملوا بدوام كامل في المستوطنات الإسرائيلية. وكان 21 من هؤلاء قد تركوا الدراسة قبل استكمال السنوات العشر للتعليم الأساسي الإلزامي بموجب القوانين الفلسطينية والإسرائيلية على السواء. واضاف أحد الأطفال: "وماذا لو حصلت على التعليم؟ سينتهي بك الحال إلى العمل في المستوطنات". وقال معلمون ونظار بمدارس فلسطينية في وادي الأردن إن الأطفال العاملين بدوام جزئي في المستوطنات أثناء العطلات الأسبوعية وبعد المدرسة كثيراً ما يحضرون دروسهم مرهقين. وتحظر قوانين العمل الإسرائيلية حمل الشباب لأحمال ثقيلة، والعمل في درجات حرارة مرتفعة، والعمل مع المبيدات الخطيرة، لكن إسرائيل لم تطبق تلك القوانين لحماية أطفال الفلسطينيين العاملين في مستوطناتها. ونادراً ما تقوم السلطات الإسرائيلية بالتفتيش على ظروف عمل الفلسطينيين في مزارع المستوطنات. وتقرر السلطات العسكرية الإسرائيلية أنها لا تصدر تصاريح عمل لفلسطينين دون الثامنة عشرة للعمل في المستوطنات. ومع ذلك فإن الفلسطينيين لا يحتاجون إلى تصاريح إسرائيلية للوصول إلى مزارع المستوطنات، الواقعة خارج مناطق المستوطنات المسورة التي يحتاج الفلسطينيون إلى تصاريح لدخولها. [title]وسطاء فلسطينيون [/title] وقال جميع الأطفال والبالغين العاملين في مزارع المستوطنات الذين أجريت معهم المقابلات إن تعيينهم تم من خلال وسطاء فلسطينيين يعملون لحساب مستوطنين إسرائيليين، وإنهم يتلقون أجورهم نقداً ولا يحصلون على قسائم أجر أو عقود عمل. وتنكر "إسرائيل" على السلطات الفلسطينية أي اختصاص في المستوطنات علاوة على قسم كبير من وادي الأردن، لكن عليها أن تفعل المزيد لإنفاذ القوانين المناهضة لعمالة الأطفال، عن طريق ملاحقة الوسطاء بحسب هيومن رايتس ووتش. وبحسب تقارير إخبارية، والمواقع الإلكترونية للمستوطنات والشركات، فإن أوروبا من أسواق التصدير الكبرى لمنتجات المستوطنات الزراعية، كما تصدر بعض المنتجات إلى الولايات المتحدة. وقد اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات لاستبعاد منتجات المستوطنات الإسرائيلية من المعاملة الجمركية التفضيلية التي يقدمها للبضائع الإسرائيلية. كما أصدرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إرشادات للشركات تفيد بحاجتها لدراسة المخاطر القانونية والمالية والمتعلقة بالسمعة المترتبة على التعامل التجاري مع المستوطنات، لكنها لم توجه الشركات إلى إنهاء هذا التعامل. وتستمر الولايات المتحدة على صعيد الممارسة في منح معاملة تفضيلية لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية بموجب اتفاقية التجارة الحرة الأمريكية-الإسرائيلية،وعلى الولايات المتحدة أن تعيد النظر في الاتفاقية بغرض استبعاد منتجات المستوطنات. وتنشر وزارة العمل الأمريكية قائمة بما يزيد على 350 منتجاً من بلدان أجنبية يتم إنتاجها باستخدام التشغيل القسري وعمالة الأطفال في بلدان أخرى، لكنها لم تضم منتجات المستوطنات الإسرائيلية إلى القائمة.