تحدثت وهي ترسم قساوة المحتل البغيض، التي غيب الوالد والشقيق، وتعود بذاكرتها للأيام الخوالي وهي طفلة صغيرة في المدرسة، وقد تكحلت عيناها برؤيته، وما زالت تلك العينان تبحثان عن وميض الشوق. كبرت وكبر معها حلمها بعد 13 عام من الذكريات، يا ترى أهي الحقيقة؟ أم أن أنها بعض هلوسات الأحلام؟ [title]الزيارة الثانية[/title] تقول بنان أبو الهيجا ابنة القائد الشيخ الأسير جمال أبو الهيجا: "سمح لي بالزيارة بتصريح لمرة واحدة، وختم قبل الدخول، وهذه المرة الثانية من 13 عام. إذ أُسرالوالد وأنا بالمدرسة والآن ومتزوجة ولدي أطفال. كانت مشاعري مختلطة؛ مشاعر الخوف من عدم السماح لي بالزيارة كما تفعل قوات الاحتلال مع شقيقتي ساجدة، حيث تمنعها في اللحظات الأخيرة من العبور، ومشاعر الفرح الغامر برؤية والدي وشقيقي، حيث كانت تتراقص أمام عيناي صورا مختلفة لوالدي واستعدت شريطا من الذكريات الجميلة برفقته. [title]لحظات اللقاء[/title] ووصفت بنان اللحظات الأولى للقاء والدها الأسير بقولها "لم نتمالك ثلاثتنا أنا ووالدي وأخي دموعنا عند لقاءنا، وكانت عيوننا التي تتكلم وتحاول طبع صورة كل منا وترسمها بادق التفاصيل، وكسر هذا الصمت كلمات الوالد التي لم تخل من نبرات القلق عليّ، وسالني: "إن شاء الله ما غلبوك يا بنتي؟ فأجبته الحمد لله كانت ميسرة". وتضيف "كانت ثواني الساعة المعلقة تدق وتدق وتنبض معها دقات قلبي خوفا من توقف الوقت وانتهاء موعد اللقاء، وتمنيت ان يتحطم الجدار الزجاجي الفاصل بيننا وأحظى بضمة من والدي الذي حرمني الاحتلال من عناقه طوال 13عاما". وتابعت "ما زال الوالد يحمل هم المخيم، وسألني عن أخباره وأوضاع الناس فيه وخاصة بعد معركة المخيم وتوالي ذكرياتها، وعن أحوال أهالي الشهداء والأسرى". [title]أمنية الشيخ المتواضعة[/title] وتضيف بنان: لم يتمالك الشيخ دموعه وهو يسألني عن أحوال أخي عاصم، حيث انه لم يره منذ 2002 اي منذ اعتقاله، مع أن عاصم معتقل حاليا واعتقل سابقا لمدة ثلاثة أعوام، إلا أنه لم يسمح لهما باللقاء والاجتماع. وأكدت "أن قرارالسماح بالزيارات لذوي الأسرى لأبنائهم في السجون، وكذلك جمع الأشقاء أو الأب مع أبناءه، هو قرار بيد "الشاباك" يستخدمونه لصالحهم وقت ما يريدون، ولزيادة المشقة والتعب على الأسرى وذويهم". وأوضحت بنان كيف أن الأسر أصبح الفرصة الوحيدة للقاء الوالد مع أولاده الذكور، فتقول: "بالنسبة لاشقائي الثلاثة (عبد السلام وعاصم وعماد) فقد اصبح الاعتقال هوالفرصة الوحيدة لرؤية الوالد، في ظل منعهم من الزيارة بحجة أنهم أسرى محررين". [title]نهاية مشوقة [/title] وعادت الدموع مرة أخرى تسيطر على اللحظات، تقول بنان: "ولكن في هذه المرة دموع ممزوجة بألم الفراق، وقطعت وسيلة الاتصال، وغادر أبي وأخي المكان واخذوا قلبي معهم الذي تحرق شوقا لهذا اللقاء، والآن يتحرق ألما للفراق". وتضيف "ولكن ما خفف عني كلمات والدي المتفائلة والواثقة بالله اولا ومن ثم بالمقاومة ثانيا، ان اجتماعنا أصبح قريبا، وسيكون وقتها عناقنا طويلا ". ويقبع القائد الشيخ جمال أبو الهيجاء في سجن "ريمون"، ونجله عاصم في سجن "مجدو". كما أن نجله الأصغر (حمزة) استشهد بتاريخ 22/3/2014 برصاص الاحتلال بعد مطاردته من أجهزة أمن السلطة. واعتقل أبو الهيجاء بتاريخ 26/8/2002، حيث صدر الحكم بحقه فحكما بالسجن تسع مؤبدات.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.