18.57°القدس
18.28°رام الله
17.19°الخليل
23.49°غزة
18.57° القدس
رام الله18.28°
الخليل17.19°
غزة23.49°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: البلدية.. السكان.. الكوفي شوب؟!

بينما يعيش قطاع غزة ركوداً اقتصادياً غير مسبوق، تنتشر مقاهي ( الكوفي شوب) انتشاراً واسعاً في مناطق مختلفة من قطاع غزة، وبالذات على شاطئ بحر غزة الجميل، المقاهي تجمع الشباب على الشيشة والشدة وأحيانا على مباراة الدوري الأوروبي لكرة القدم، المقاهي تنشط مع المساء وتبقى لساعات متأخرة من الليل، ربما تصل إلى ما قبل الفجر. رواد هذه المقاهي لا يبدو عليهم القلق من الحالة الاقتصادية، فأحدهم ينفق في الليلة الواحدة مصروف أسرة من خمسة أفراد في ثلاثة أيام . سألت بعضهم لماذا تهتم بالجلوس في المقهى كل ليلة، فقال في إجابة غريبة لأني لا أجد عملا، ولا سفرا، وأمضي نهاري نائما؟! أنا أتسلى؟! توقفت عن الأسئلة، وقلت أكتب مقالاً يتضمن بعض ما أفكر به لأستعين بغيري على مناقشة هذه الظاهرة علميا وإداريا مع البلديات إن أمكن. ثمة أسئلة عديدة تثيرها ظاهرة مقاهي الكوفي شوب التي تزداد وتتنافس فيما بينها على شباب القطاع المسكون بالقلق، وربما الإحباط، ومن هذه الأسئلة : ما علاقة انتشار الظاهرة بالأوضاع الاقتصادية لغزة؟! وما علاقتها بالأوضاع الاجتماعية أيضا؟! هل تعبر الظاهرة عن حالة ثراء وغنى أم تعبر عن حالة ضعف أو تفكك أسري؟! هل تنتشر بكثرة بسبب إغلاق المصانع وتوقف الإعمار وركود التجارة، أم أنها تجمع الهاربين من الواقع لمرارته وآلامه؟! لماذا ينتشر الاستثمار في غزة في المقاهي؟! هل لانعدام الفرص البديلة أم لأنه استثمار سهل سريع الإنتاج، ومرتفع الربح والعائد؟! وهل حقاً تحقق المقاهي عائدا كبيرا لأصحابها وليس في البلد سياحة وسواح ؟! ما علاقة الظاهرة بالسياسة وحالة الصراع مع العدو من ناحية، وحالة المناكفات الداخلية بين الفصائل؟!، قال لي أحد رواد المقاهي: إن جلّ حديث الطاولة في المقاهي هو عن المصالحة وحماس وفتح والرواتب والحرب القادمة؟! وغالبا ما تكون نهاية الحديث ربنا يفرجها، والله زهقنا؟!. هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى صحفي حصيف يحملها في استبانة جامعة محكمة من أساتذة في كلية التربية وعلم النفس تستهدف دراسة هذه الظاهرة التي تزداد انتشارا، مع زيادة الركود الاقتصادي في البلد، ومع زيادة عدد الخطباء الذين يتحدثون عن مظاهر محرمة أو مكروهة في بعض هذه المقاهي ؟! أو تحتاج إلى تحقيق صحفي يجمع كل الآراء ويستخلص منها العبر المفيدة. لا أود الحديث في باب الحلال والحرام فهذا له علماء مختصون نجلهم ونحترم رأيهم، ولكن الظاهرة لا تدل في نظري على حالة عافية في المجتمع الفلسطيني لأسباب كثيرة أقلها: إهدار الوقت والمال، وسهر يعوّق طلب الرزق والعمل. إنه حين يكون الشباب منشغلا بالعمل أو القراءة أو الإبداع، لن تجد لديه وقتا للشيشة أو الشدة أو السهر ليلا والنوم نهارا. المقاهي ظاهرة لها ما لها وعليها ما عليها، وما عليها أكثر مما لها، وانتشارها مقلق ، فإني أستغرب لماذا تتساهل المجالس البلدية في ترخيص هذه المقاهي؟! ويزداد الاستغراب والألم حين يرفض سكان حيّ أو برج سكني فتح مقهى بينهم لأسباب عديدة، ولا تلتفت البلدية لاعتراضهم ورفضهم؟! ، والأصل أن يكون القرار لأصحاب الحيّ أو البرج، وليس لرسوم الترخيص قلت أو كثرت. بل على المجالس البلدية أن توجه المستثمرين لأعمال أخرى غير المقاهي، لأن لغزة معالم أخرى يجب أن تعرف بها غير المقاهي. وإلى حين تقوم وسائل الإعلام بتحقيقاتها فإنا نهيب برئيس المجلس البلدي الكريم أن يتمسك بالقاعدة الذهبية القائلة: (لا ترخيص بدون موافقة السكان، وإن ما عند غزة من المقاهي يكفيها ويزيد عن حاجتها).