ستتقابل تشيلي صاحبة الضيافة مع بيرو في نصف نهائي كأس كوبا أمريكا لكرة القدم، اليوم الاثنين، في واحدة من أكثر المواجهات شراسة في أمريكا الجنوبية مع وجود خلافات تتعلق بالسياسة والحدود بين البلدين بعد حرب بينهما في القرن التاسع عشر. وتمتد جذور الخلاف بين البلدين إلى الحرب بينهما في ثمانينات القرن التاسع عشر بعدما حاربت تشيلي ضد قوات مشتركة لبيرو وبوليفيا. وفازت تشيلي في الحرب وضمت مساحة من أرض بيرو ولا تزال تحتفظ بها حتى الآن. وفي العام الماضي، توصلت الدولتان لحل للخلاف الذي امتد طويلا بينهما على الحدود البحرية بعدما لجأت بيرو لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، وهو ما أجبر تشيلي على ترك مساحة تبلغ أكثر من 20 ألف كيلومتر مربع في البحر لصالح جارتها. ولا تزال الدولتان تتنازعان على مثلث صغير من الأرض في حدودهما المشتركة، وهي منطقة خاضعة لسيطرة تشيلي لكن بيرو تقول إنها تابعة لها. وفي ظل المنافسة الشرسة بين الدولتين دائما ما حفلت مواجهات الفريقين بتوتر في الأجواء. وعندما جاء منتخب بيرو إلى سانتياجو لخوض مباراة في 1997 ضمن تصفيات كأس العالم انطلقت صيحات استهجان من جماهير تشيلي أثناء النشيد الوطني للفريق الضيف. وفازت تشيلي 4-صفر بفضل ثلاثية من المهاجم مارسيلو سالاس الذي كاد أن يشتبك مع خوليو سيزار باليريو حارس بيرو بعدما أحرز هدفه الثالث. وفي مباراة أخرى عام 1986 تقدمت تشيلي 3-صفر في أول ربع ساعة بعد أخطاء فادحة من ايزيبيو اكاسوزو حارس بيرو. وبعد استبداله وسط صيحات من جماهير تشيلي التي هتفت "اكاسوزو الرئيس" لم يلعب الحارس مع منتخب بيرو مطلقا. وفي 1977 ذهب منتخب تشيلي إلى ليما بعدما بدا أن الفريقين في طريقهما للتأهل إلى كأس العالم في الأرجنتين العام التالي. وفازت بيرو 2-صفر لتتأهل فيما فشلت تشيلي في الصعود للنهائيات. ونزل فرانسيسكو موراليس رئيس بيرو لأرض الملعب من أجل قيادة احتفالات بلاده في ذلك الوقت. وقال نولبرتو سولانو مساعد مدرب بيرو في مقابلة مع صحيفة تشيلية الأسبوع الماضي "يجب أن يكون اللاعب مستعدا لمواجهة أمور عدائية. لا يمكن أن نتوقع التحية من جماهير تشيلي." وردا على سؤال ما إذا كانت مواجهة الدور قبل النهائي مجرد مباراة كرة قدم، قال سولانو "هل تعتقدون أننا سنأتي بمسدسات وبنادق آلية؟" وأضاف "ستكون مباراة صعبة وهذا ما نضع تركيزنا عليه. نحن نتحدث عن كرة القدم وليس ارتداء سترة مضادة للرصاص وخوذة."
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.