13.33°القدس
12.95°رام الله
12.19°الخليل
19.23°غزة
13.33° القدس
رام الله12.95°
الخليل12.19°
غزة19.23°
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

الصغار لم ينسوا

ايمن ابو ناهية
ايمن ابو ناهية
أيمن أبو ناهية

كيف يطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التهدئة وهو يدفع بفرق عسكرية كبيرة في مدينة القدس والضفة المحتلتين لوقف انتفاضة القدس المشتعلة ضد الاحتلال والاستيطان , الأمر الذي يزيد من حدة ودموية الموقف لكثافة تعداد قوات الاحتلال ولصرامة الاوامر العسكرية الممنوحة لتلك القوات لمواجهة الغضب الفلسطيني العارم.

وتظهر قوات الاحتلال مخاوفها من خطر اندلاع انتفاضة جديدة مشابهة لانتفاضة الاقصى التي جاءت في نفس التوقيت الحالي من عام 2000م التي اندلعت بأيادي راشقي الحجارة شارك فيها فلسطينيو الضفة والقدس وغزة وأراضي الـ48، ولم تفلح وسائل القمع الوحشية الإسرائيلية في كسر روح مقاومة الشباب الفلسطيني المنتفض بعد قيام أرئيل شارون باقتحام المسجد الأقصى برفقة جنوده وقواته الأمنية في تحد صارخ لعموم الفلسطينيين. 

هل تأكد الاحتلال اليوم أن الشعب الفلسطيني لن ينسى حقه جيلا وراء جيل وان أوهام قادته بأن الكبار سيموتون والصغار سينسون، هي فعلا مجرد أوهام وان عليهم أن يصحوا من جنون وغطرسة القوة في مواجهة الحقيقة اليوم، وهي أن هؤلاء الفتيان والشباب الذين يتظاهرون ويدفعون دماءهم ثمنا، ليدافعوا عن حقوقهم هم من أبناء الجيل الثالث تحت الاحتلال وهم أطفال لا تزيد أعمارهم عن العشرين عاما، أي أنهم لم يعايشوا الانتفاضة الأولى ولا حتى الثانية لكنهم لم ينسوا ولن ينسوا أنهم واقعون تحت الاحتلال الإسرائيلي وأنهم لم يسكتوا على سلب أراضيهم وممتلكاتهم ومقدساتهم في سبيل بناء الاستيطان عليها.

لكن هؤلاء الفتية والشبان عاشوا نكبة جديدة من المجازر والدمار الذي تسببت به قوات الاحتلال في غزة، فرأوا حرق أطفال من جيلهم ابتداء بالطفل الشهيد محمد خضير، مرورا بأطفال غزة وصولا بعائلة الدوابشة، هؤلاء يشاهدون الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى ، فكيف بهم ينسون هذا وفي نفوسهم حسرة كبيرة بأنهم مقدسيون ويمنعون من وصول المسجد الاقصى لأداء الصلاة فيه؟ 

الشيء الذي لا يزال الاحتلال لم يعترف به هو وجوده على أرضنا بأنها دولة محتلة وينسى أن الاستيطان يقوم على أرضنا وان المستوطنين يمارسون كل أنواع الاعتداءات والجرائم ضد المواطنين وممتلكاتهم ومزروعاتهم، وينسى أن الذين احرقوا الأطفال هم مستوطنون، وأنه لم يفعل شيئا لوقف ممارساتهم الإجرامية ولم يقم بهدم بيوتهم وتقديمهم إلى المحاكمة، مما زاد من بطشهم وعربدتهم وفسادهم. 

تنسى قوات الاحتلال ما يعنيه المسجد الأقصى لنا ولكل المسلمين بالعالم، وهي تسمح باستمرار اقتحاماته رغم أنها تؤكد أن الوضع القائم لن يتغير، وتواصل تهويد الأرض حوله وتحته وفي محيطه، وهي بذلك تثير مشاعر مئات الملايين من المسلمين المنتشرين في الأرض، وهم يحنون لزيارة الاقصى والصلاة فيه، لكن الاحتلال يحول بينهم وبين تحقيق زيارتهم الدينية لواحد من أهم مساجدهم قاطبة.

قد يجيئون بقوات جديدة وقد يشرعون ممارسات أشد قسوة، وقد يمارسون الكثير من أعمال القتل وقد يهددون باتخاذ إجراءات كثيرة وعقوبات شديدة، وقد يتخذون إجراءات غير مسبوقة كما يزعمون ، وقد وقد وقد، إلا أن الحقيقة الأكيدة أن كل ذلك هو مجرد دفن للرأس في الرمال وإغماض العين عن الحقيقة، لأن الفلسطينيين انطلقوا في انتفاضتهم دفاعا عن قدسهم والمسجد الاقصى ولن يوقف غضبهم على المحتل الغاصب إلا تحقيق أهدافهم التي انطلقوا من أجلها، وغير ذلك من الحلول والاقتراحات الاقليمية والدولية يبقى حبرا على ورق .. فهل يفهم نتنياهو وأركان الحرب في حكومته أنهم لن ينجحوا في مساعيهم قبل أن يحقق الفلسطيني مبتغاه.