13.33°القدس
12.95°رام الله
12.19°الخليل
19.23°غزة
13.33° القدس
رام الله12.95°
الخليل12.19°
غزة19.23°
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

نساء الانتفاضة: ذهب الأقصى والمرجلة

ايات الهوواشة
ايات الهوواشة
آيات الهوواشة

لم تغب المرأة الفلسطينية يوماً عن مشهد النضال والمقاومة بشكل عام ومشهد الانتفاضتين الأولى والثانية بشكل أخص، ففي الانتفاضة الأولى «انتفاضة الحجارة» عام 1987 كان ثلث الشهداء من النساء، وفي الانتفاضة الثانية «انتفاضة الأقصى» عام 2000 كانت عمليتا الشهيدتين وفاء إدريس وآيات الأخرس، أثرًا واضحًا في إبقاء جمر الثورة مشتعلاً لمدة طويلة.

وتباعاً لحضور المرأة الفلسطينية القوي في الانتفاضتين، لم تغب أيضاً عن ساحة الانتفاضة الثالثة أو ما يسمّى بـ»انتفاضة السكاكين»، إلا أن تعاظم الدور النسوي اليوم يبدو أنه يفوق نظرائه بمراحل، لدرجةٍ لفتت انتباه الجميع بما فيها الصحافة الدولية التي نشرت تقاريرًا كثيرة تناولت هذا الأمر.

فبينما اكتفت المرأة الفلسطينية فيما مضى بدور نضال الكواليس من خلال إعداد الشهداء وتربيتهم، واحتمال التهجير والتنكيل والحصار، تظهر اليوم بمشهد مختلف وبدور مختلف.

حيث انتقلت المرأة من «الكواليس» -رغم أنها لا تقل أهمية أبداً- إلى عرض المشهد ومقدمة المواجهة بين رباطٍ ودفاعٍ عن المسجد الأقصى المبارك وبين الخطوط الأمامية في المواجهة مع جيش الاحتلال.

«رباطنا على باب السلسلة ونحن مبعدات رسالةٌ للعدو بأننا لن نجلس في بيوتنا ونترك الأقصى»
المرابطة في المسجد الأقصى والمبعدة للمرة السابعة «لمدة 6 شهور» عن المسجد وأروقته وساحاته والمداخل «هنادي حلواني» تصف لنا أيام الرباط في المسجد الأقصى، حيث إنها مدّرسة القرآن في مصاطب العلم داخل أروقة الأقصى: «يبدأ تواجدنا الساعة 7:30 صباحا حتى الساعة الـ 11 تزامناً مع الاقتحام الأول من باب المغاربة، حيث يبدأ المستوطنون بمضايقتنا ونحن في حلقات العلم، واستفزازنا بشتم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يحلو لهم التوقف والتحدث إلا بجانب مصاطب العلم فنقوم نحن بالتكبير ورفع المصاحف في وجوههم».

وتكمل حلواني: «الساعة الـ 1 وحتى الساعة الـ3 الا ربع تبدأ جولة الاقتحام الثانية، لتتكرر الانتهاكات والاعتداءات، وما بين ذلك تنشغل المرابطات بمصاطب العلم من حفظ وتلاوة القرآن والمسائل الفقهية إضافة للعناية بالمسجد وتنظيفه وتفقده».
وفي سؤالنا للمرابطة حلواني حول سبب اختيار لباب السلسلة مقراً لهنّ أجابت: «تبدأ الاقتحامات من باب المغاربة وتنتهي بباب السلسلة لنقف نحن في وجوههم نكبّر ونرفع المصاحف في رسالة منّا أن قرار الإبعاد لن يقعدنا في بيوتنا وأننا متمسكات بحقنا في دخول الأقصى مهما طال الإبعاد».

القائـــــمة الذهبيّــــة
في حين أسماها جنود الاحتلال بـ «القائمة السوداء» وهي قائمة تضم ما يقارب الـ 70 مرابطة مقدسية مبعدة وممنوعة من دخول الأقصى، أسماها المرابطات بالقائمة الذهبية، إضافة الى اعتمادهنّ لزيّ موحد كُتب عليه «مبعدة عن المسجد الأقصى» في رسالةٍ على تمسكهنّ بحق دخول الأقصى.

«حين تُحرم المرابطة من دخول المسجد الأقصى فإنها تحرم من الحياة بمعنى الكلمة»، بهذه الجملة افتتحت المرابطة زينة عمرو حديثها لـ»السبيل» وهي تتحدث عن الإبعاد عن الأقصى، وتناولت تاريخ الرباط وتطوّر أهدافه قائلةً: «بدأ الرباط في الأقصى من خلال مصاطب العلم؛ بهدف تكثير سواد المسلمين وإثبات هوية الأقصى الإسلامية لتتطوّر مؤخراً بهدف إفشال المخططات الصهيونية، خاصة بعد أن تعدّى هدف الاقتحامات من مجرد الزيارة إلى هدف تثبيت حقهم في الأقصى، باعتباره شراكة بين المسلمين واليهود والنصارى، ثم انتقلت أهداف المستوطنين من مرحلة الشراكة إلى مرحلة الاستفراد، الأمر الذي استدعى هبّةً ونصرة ورباط في ساحات الأقصى لرد وإفشال هذه المخططات».

«التكبير يعرض حياة المواطنين الصهاينة للخطر»، هذه هي التهمة الأبرز التي توجه لمرابطات الأقصى بعد اعتقالهنّ من قبل جنود الاحتلال، أجل كلمة «الله أكبر» التي تصدح بها المرابطات في وجه المستوطنين تعتبرها محاكم الاحتلال تعريضا لحياة مواطنيها للخطر، إضافةً لغيرها من التهم مثل: إثارة الشغب والإخلال بالأمن العام وعرقلة عمل الأمن داخل الأقصى ليصدر الحكم بالإبعاد ودفع الغرامة المالية.

«أخت المرجلة : نساء الخط الأول من المواجهات»، تصف الناشطة السياسية وعضو جبهة العمل الإسلامي د. ديمة طهبوب دور المرأة قائلةً «انتقلت من الدور التكميلي للأساسي ومن دور متلقي الحسرات والفواجع الى دور الذي يطلق الشرارة، وأخذت دور الشق للشق وليس الشقاق».

وتطرقت طهبوب للتحديات التي تواجه المرأة بشكل عام في مثل هكذا مواجهات: «لا يمكننا إغفال النظرة الاجتماعية وما يسمّى «العادات والتقاليد» لتواجد المرأة في مثل هذه المواجهات إضافة الى الفهم المغلوط لنصوص الشريعة وقول القائلين «مكان المرأة بيتها وما شابه».

وتردّ بأن السنة النبوية تزخر بالنماذج والأمثلة على جهاد المرأة وفي الصف الأول إضافة الى أن الأجواء أجواء استنفار والضرورات تبيح المحظورات ان كان ثمة لبس في خروج المرأة».

وأضافت للتحديات أيضاً: «مسألة الشرف والعرض وردّت بأروع نموذج في التضحية بالشرف والعرض وهي سميّة بنت الخياط أول شهيدة في الإسلام والتي ماتت بطعنة رمح في فرجها، وذاقت اقسي أنواع العذاب ولم يثنها ذلك في شيء».

«وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ»، وأيّ منكرٍ أكبر من وجود الاحتلال ؟ تساءلت د.ساجدة أو فارس في ردّها على الذين يتكلمون حول الحكم الفقهي لخروج المرأة لمواجهة الاحتلال.

وأضافت: «استناداً لقوله تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) فإنّ الولاية تعني النصرة وبالتالي فقد وجب على المرأة النصرة».

وأضافت: «كلنا يعرف قصة أبو محجم الذي كان مسجونا بسبب شربه الخمر لاحظوا أنه أتى محرماً، وحين وقعت الحرب طلب فق وثاقه ليذهب ويبلي بلاء حسنا ويعود الى حيث سجنه، ثم حين يقع الجهاد على المرأة «فرض عين» فإن الشرع لا يفصّل بالنسبة للباسها، لذلك حين يدافع المرء عن الأقصى فإننا لا ننظر الى سيرته الذاتية وفي نهاية المطاف، فإنهم اختاروا طريق التضحية بالنفس وستفضي أرواحهم لخالقهم ويبعثون على نياتهم ولسنا نحن من يحكم عليهم أإلى جنة أم الى نار».

وتشير أبو فارس إلى مؤشر خطير غفل عنه الكثير في هذا السياق، وهو تنبّه العدو لدور وأهمية المرأة فاعتبر مجرد التكبير تقويضاً لأمن اليهود في حين نقرأ نحن المشهد قراءةً مغايرة ، فهل يكون عدونا أذكى منّا؟!
«المرأة الأردنية تتوافق مع المرأة الفلسطينية جغرافياً ووجدانيا لذا وجب الدعم»

الناشطة السياسية د.حياة المسيمي دعت المرأة الأردنية لأن يكون لها موقف بارز مشرف كما هو دائما في دعم المرأة الفلسطينية في نضالها وذلك من خلال متابعة الأخبار والأحداث، والمشاركة في الفعاليات الداعمة، والعمل المكثف على وسائل التواصل الاجتماعي وإطلاق الحملات الإلكترونية، إضافة للدعم المادي قدر المستطاع.
وأكدت المسيمي أن أهم ما تقوم به المرأة الأردنية اليوم هو حث المنظمات النسوية بل إجبارها لوقف العنف ضد المرأة الفلسطينيّة واتخاذ الموقف اللازم.