13.33°القدس
12.95°رام الله
12.19°الخليل
19.23°غزة
13.33° القدس
رام الله12.95°
الخليل12.19°
غزة19.23°
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

هبّة فلسطين أمل الشعوب العربية

أغر ناهض الريس
أغر ناهض الريس
أغر ناهض الريس

في ظل حالة الضعف التي يعيشها العرب اليوم، وعودة "الديكتاتورات" إلى التحكم بمصير شعوبهم أكثر من ذي قبل، وتغلغل تطرف مشبوه مازال يساعد أولئك "الديكتاتورات" على تثبيت هيمنتهم؛ عادت الانتفاضة الفلسطينية لترفع من آمال الشعوب العربية التي أعياها الإحباط، وخاب رجاؤها في الخلاص.

فمع أن الاختلافات والنزاعات عمّت أرجاء وطننا العربي اتفقت جموع جماهيره على أمرين: أولاهما انعدام الأفق السياسي للقضية الفلسطينية، سواء أكان في حل الدولتين أم في حل الدولة الواحدة، وثانيهما أن الانتفاضة الشعبية هي السبيل الوحيد المؤدي إلى الضوء في نهاية النفق المظلم الذي مازال الشعب الفلسطيني يسير فيه منذ النكبة، ولعل أغلبهم يرى أن المحافظة على الطبيعة الشعبية لهذه الهبّة، وعدم انطوائها تحت لواء فصيل بعينه أو تحويلها إلى عمل مسلح؛ ستكون مصدر قوتها وضمان استمرارها، لأنها بعشوائيتها وتغذيتها الذاتية تجعل سيطرة الاحتلال وأذنابه عليها أمرًا مستحيلًا. 

وفي حين يظل مصير الانتفاضة الثالثة سؤالًا دون إجابة يلح على أذهان الجماهير التي خذلها الربيع العربي؛ يبقى أملها كبيرًا في ألا تنتهي كسابقتيها: الأولى التي جاءت باتفاقية أوسلو الكارثية، والثانية التي أفرزت في الضفة الغربية حائط الفصل العنصري وسرطان المستوطنات التي غيرت ديموغرافية المنطقة، وفي غزة انسحابًا متبوعًا بحصار مازال يطبق الخناق على شعبها.

وتتمنى تلك الجماهير على الشعب الفلسطيني الذي لم تستطع قوى العالم أجمع إرضاخه استمرار انتفاضته وانتشارها في سائر المدن الفلسطينية الخاضعة للسلطة والمحتلة منها، دون إعطاء الفرصة لأن يضعفها انقسام أو يخطفها قطاع الطرق من سياسيين وانتهازيين وعملاء، وتنادي أحرار الشعب الفلسطيني مطالبة إياهم بألا يدعوا مواقف العالم المخزية الداعمة للاحتلال تزعزع نضالهم، لاسيما الرسمية العربية التي لم تعد تكتفي بالسلبية والتواطؤ في السر، بل أصبحت تتآمر في العلن دون خجل أو خوف.

فلا بد للشعب الفلسطيني المنتفض أن يعي أن انتفاضته هذه ليست من أجل الأقصى ومعركة التحرير فحسب، فهي أيضًا بارقة أمل للشعوب العربية المهزومة، وإيذان بانتصارها المنشود بعد أن أجبرت على طأطأة الرأس لأنظمتها التي سلمت زمام أمورها لكيان الاحتلال الذي مازال يحاول إخضاع شعبنا وإخماد نار ثورته؛ ليجد أن تحت الرماد جمرًا مازال يستعر حتى يحرر تراب فلسطين كاملًا.