19.38°القدس
19.12°رام الله
17.75°الخليل
24.37°غزة
19.38° القدس
رام الله19.12°
الخليل17.75°
غزة24.37°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

الوعي في مواجهة الخذلان

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقه

هل ينجح الاتفاق الأردني الذي شاركت فيه الأطراف الأربعة في إخماد جذوة الانتفاضة الثالثة؟! الأطراف الأربعة وهي: ( جون كيري، والملك، ورئيس السلطة ، ونتنياهو) . لقد التقوا بحسب المراقبين والمحللين على قاعدة ( إنهاء الانتفاضة ومنع استمرارها) ، وفي سبيل ذلك قرروا إجراءات محددة لكل طرف.

من الإجراءات ذات الصلة: يعلن نتنياهو أنه سيحافظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى. وتقدم الأردن تبرئة لنتنياهو من هذه التهمة، وتطالبه مع أميركا بوضع كاميرات مراقبة على مدار الساعة. وتعلن أميركا أن الأقصى هو للصلاة للمسلمين، وهو لغيرهم للزيارة ، وتقوم السلطة بمنع التظاهرات، ووقف المحرضين، وإبعاد المتظاهرين عن خطوط التماس عند الحواجز.

هذه الإجراءات المعلنة التي قبلتها الأطراف بضغط من جون كيري، هي في المحصلة تقدم خدمة جيدة لنتنياهو، وتمثل التفافا على الانتفاضة وعلى حقوق الشعب الفلسطيني في الأقصى، وقد أجمع كتاب المقالات، والقراءات التحليلية من الفلسطينيين والعرب على هذه الحقيقة، بل أسماها جمال عمرو ابن القدس المتخصص بالشأن اليهودي، أنها وعد بلفور جديد لليهود في القدس؟!.

لم يجمع الكتاب والمحللون على نقد الاتفاقات التي عقدتها الأردن مع دولة العدو، كما أجمعوا على نقد الاتفاق الأردني الأخير، الأمر الذي يلفت النظر إلى أمرين؛ الأول: أن الاتفاق غير موزون ويعمل لصالح العدو، ويجسد الخلل في موازين القوة. والثاني: أن درجة الوعي العام في الرأي العام الفلسطيني والعربي قد بلغت النضج ، فلم تعد تخدعها الاتفاقات ذات الصياغة المخادعة، مثل قولهم إن الكاميرات هي مطلب أردني . لا ، إن الكاميرات على مدار الساعة هي مطلب نتنياهو، وتخدم عمل مخابراته ضد المرابطين، وتجعل له سيادة أمنية على المسجد، ولا يمكن أن تكون مطلبا فلسطينيا أو أردنيا.

إنه في ضوء ما تقدم يمكن الإجابة عن سؤال: هل سينجح الاتفاق الأردني في إجهاض الانتفاضة؟! والجواب المبدئي في ضوء الوعي الوطني، والوعي الشبابي، والوعي السياسي، والوعي العام، يقول: (لا). لا، لن ينجح الاتفاق في وأد الانتفاضة، لأن عامل الثقة بين المنتفضين والقيادات العربية والفلسطينية غير موجود البتة، والانتفاضة تسير بروح دفع شعبية لا تنظيمية، وليس لها قيادة محددة يمكن شراؤها بالمصالح، أو كسرها بالضغوط . الانتفاضة ماضية إلى الأمام، بحسب الأحداث اليومية المتوالية، ويشارك فيها بفاعلية عالية أبناء وبنات القدس، وأبناء وبنات الـ٤٨، ولا سلطان للسلطة عليهم، وهؤلاء انتفضوا لدينهم، وعرضهم، ولحقوقهم الوطنية، وضد إعدامات الجيش الميدانية.

نعم، لا يوجد إسناد عربي حكومي للانتفاضة والمنتفضين، ولكن يوجد إسناد شعبي عربي وفلسطيني واسع النطاق للانتفاضة والمنتفضين، كما توضح ذلك وسائل الإعلام الجديد، التي أغنت المنتفضين عن الفضائيات والإذاعات. وهذه المعادلة: ( تأييد الشعوب، وخذلان الأنظمة الحاكمة) كانت معلومة جيدة عند المنتفضين قبل اليوم الأول من الانتفاضة، لذا ترجح الجهات المراقبة استمرار الانتفاضة وتواصلها، وندعو الله أن يتفضل عليها وعلينا بتحقيق أهدافها الوطنية والإسلامية.