12.23°القدس
11.99°رام الله
11.08°الخليل
15.77°غزة
12.23° القدس
رام الله11.99°
الخليل11.08°
غزة15.77°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

على خُطى "السّكري"..

محمد التركمان.. مسمار جديد في نعشِ التّنسيق الأمنِي

محمد التركمان.. مسمار جديد في نعشِ التّنسيق الأمنِي
محمد التركمان.. مسمار جديد في نعشِ التّنسيق الأمنِي
معتز عبد العاطي - فلسطين الآن

مفعمٌ بالحيويّة والنّشاط، مرحٌ ضحوكٌ، مليء بالوطنيّة، حريصٌ على الوطنِ والمقدسّات، كما تبدو منشوراته الفيسبوكية، يرسلُ الكلماتِ إلى مآذن القدسِ وشوارِعها وأزقّتها العتيقة، لكنّه اليوم أضاء باحاتِ الأقصى بدمائـه الطاهرة الزكيّة، ليجدَد سراجَ أولى القبلتين وثالث الحرمين، بوقودٍ من دمٍ ملتهبٍ، أحرقَ جنودَ الاحتلال الإسرائيلي.

محمد تركمان، منفذ عمليّة "بيت إيل" مساء الاثنين، حيث أطلق النار بكثافة على جنودِ الاحتلالِ الإسرائيلي، على حاجز إسرائيلي، قرب مستوطنة "بيت إيل"، فأصابَ ثلاثة من جنود الاحتلال، اثنين منهما ما بين الطفيفة والمتوسط، والثالث في حال الخطر يرقدون في المستشفيات الإسرائيلية.

واعتبرت "إسرائيل" العملية تطورًا نوعيًا في العمليات الفلسطينية، واصفة  انخراط الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في انتفاضة القدس، بسيناريو الرّعب، ومقدمة لانهيار التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية برئاسة عباس، وبين الاحتلال. 

على خُطى أمجد السكري

وعلى درب خُطى الضابط الفلسطيني، أمجد السّكري، مضى محمد تركمان، ليدقّ جرسَ انخراط الأجهزة الأمنيّة في انتفاضة القدس، لتبدو المرحلة القادمة أكثر رعبًا للاحتلال، الذي وصف انخراط الأجهزة الأمنية بالرّعب.

سلاحُه الإيمان والثورة على الطغيان، قبل "الكلاشينكوف" فأرسل رصاصاته وابلًا من غضبٍ على من قتّلوا الأطفالَ والنساء والشيوخ، واستباحُوا الحرماتِ، ودنّسوا المقدسات، فقرّر إرسال رسالة إلى الاحتلالِ، مفادُها "أن هذه الأرض عليكم حرامٌ فارحلوا، فليس لكم فيها إلا الموت والهلاك"

هذه العملية جاءت فقط بعد أيام قلائل، تحدث فيه تقرير إسرائيلي، عن انخفاض العمليّات الفلسطينية، في الأشهر الماضية، مقارنة بما قبلها، لتؤكد هذه العمليّة، أن الانتفاضة مستمرة في وجه سُلّاب الأرض، حارقِي أشجار الزيتون، مقيمي الحواجز والثكنات العسكرية، مقتحمي البلدات والمدن الفلسطينية، معتقلي المواطنين في كل وقتٍ وحين.

ابن قباطية قضاء جنين، يحملُ 25 زهرةً من كل ربيعٍ منذ أن أبصرت عيناه الدّنيا، وهو أحد أفراد أجهزة الأمن الفلسطينية، ارتقى بعدما أدّى المهمة، وأرسل الرّسالة، برصاصِ وحدة (202) التابعة لسلاح المظليين الإسرائيلي.

 رفض "التركمان" أن تنطفئ جذوة "انتفاضة القدس" التي اندلعت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر عام 2015، فأشعلها من جديدٍ، لتكون بداية مرحلةٍ جديدة من الانتفاضة والثورة على الاحتلال الإسرائيلي المجرم، وكأنه يدعو زملاءه في الأجهزة الأمنية، إلى السير على خطاه والانتقام لدماء المظلومين في كل الأراضي الفلسطينية.

إشادة وفخر 

وأشاد والد الشّهيد بابنه الشّهيد منفذ العملية، واصفًا إياه بالشّجاع والشّهم، على الرغم من الصّدمة التي لاقتها العائلة، نتيجة فقد ابنهم، مبينًا أن والدته حزنت كثيرًا ولا سيما أنها فقدت ابنًا آخر قبل ذلك.

وأوضح والد الشّهيد خلال فيديو مصّور انتشر على الفيس بوك، أنه لم يره منذ أسبوعٍ كاملٍ، وأن ابنه يعمل في حراسات "رام الله" منذ سبع سنواتٍ وهو أعزبْ، مؤكدًا أنه يفتخر به، قائلًا لو أنه لم يكن رجلًا لما أقدم على تنفيذ العملية.

وباركت الفصائل الفلسطينية، العملية البطوليّة، وفي مقدمتهم حركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث اعتبرتها رسالة قوية في مواجهة الجرائم الإسرائيلية، داعيةً إلى المزيد من انخراط عناصر الأمن الفلسطيني في الانتفاضة.

ولاقت العملية البطولية، ابتهاجَ الفلسطينيين، الذين عبّروا عن فرحتهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والإذاعات، والفضائيات، وباركوا العملية، متمنين أن تستمر الانتفاضة حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي عن آخر ذرةٍ تراب من فلسطين.