ثمانية أعوام مرت على جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبها في عدوانه على قطاع غزة أواخر عام 2008، دون أن يعاقب مرتكب الجرائم، رغم إقرار منظمات دولية وحقوقية بوقوع جرائم حرب بحق المدنيين الفلسطينيين.
توافق اليوم الذكرى الثامنة للحرب العدوانية التي شنتها "إسرائيل" على قطاع غزة، أواخر عام 2008، ورغم التقارير الدولية التي أقرت بارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب، فإن الضحايا لم يأخذوا حقهم في محاكمة قادة جيش الاحتلال.
وقد أطلقت "إسرائيل" على عدونها على قطاع غزة عملية الرصاص المصبوب، بينما سمتها المقاومة الفلسطينية حرب الفرقان، حيث أنهت تلك الحرب تهدئة دامت ستة أشهر، تم التوصل إليها بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهة و"إسرائيل" من جهة أخرى برعاية مصرية في يونيو/حزيران 2008.
وسبق تلك الحرب عملية إسرائيلية خرقت بها التهدئة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، حيث نفذت عملية استهدفت ستة من كوادر حركة حماس، مما أدى إلى استشهادهم جميعا، غير أن الجانب الفلسطيني تحلى بضبط النفس وآثر استمرار التهدئة.
في صبيحة يوم 27 ديسمبر/كانون الأول فاجأ الطيران الحربي الإسرائيلي بنحو ثمانين طائرة غطت أجواء قطاع غزة الفلسطينيين بعشرات الغارات الجوية خلال وقت قصير، استهدفت الأحياء السكنية ومقار ومراكز عسكرية وأمنية وشرطية بقطاع غزة، وتسبب القصف الجوي الإسرائيلي في الساعات الأولى للحرب باستشهاد أكثر من مائتي فلسطيني وجرح أكثر من سبعمائة آخرين.
استهداف الحياة
وخلال الحرب استهدفت "إسرائيل" كل المرافق الحيوية في القطاع إضافة إلى المدارس والجامعات والمساجد والمستشفيات والمراكز الطبية، ومراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومنها مدرسة الفاخورة في جباليا شمال غزة التي تم استهدافها في السادس من يناير/كانون الثاني 2009 بقنابل الفسفور الأبيض الحارقة، مما أدى إلى استشهاد 41 مدنيا وإصابة العديد بجروح وحروق.
يشار إلى أن هذه المدارس استخدمت كملاجئ للهاربين بحياتهم من القصف، وأن وكالة (أونروا) كانت قد سلمت للجيش الإسرائيلي إحداثيات المدارس في القطاع لتجنب قصفها.
واستخدمت "إسرائيل" عددا من الأسلحة المحرمة دوليا في مقدمتها اليورانيوم المنضب، حيث حملت أجساد بعض الضحايا آثار التعرض لمادة اليورانيوم المخفف بنسب معينة، وكذلك الفسفور الأبيض، حيث اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" "إسرائيل" باستخدام الأسلحة الفسفورية.
وقام الطيران الإسرائيلي بقصف مباني الجامعة الإسلامية في غزة، وتحديدا مباني المختبرات العلمية والهندسية بالجامعة حيث زعمت "إسرائيل" أنها تستخدم لصناعة وتطوير الأسلحة والصواريخ.
وأسفر العدوان الذي استمر 22 يوما عن استشهاد نحو ألف وخمسمائة فلسطيني (من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة) وإصابة نحو خمسة آلاف آخرين، وأبيدت خلاله عائلات بأكملها من ضمنهم عائلة السموني التي فقدت 29 من أفرادها.
ومرت ثمانية أعوام على حرب الرصاص المصبوب، شنت خلالها "إسرائيل" حربها الثانية عام 2012 تحت اسم عامود السحاب واستمرت لثمانية أيام، ثم جاء العدوان الأخير الجرف الصامد، والتي استمرت لأكثر من خمسين يوما، لكن غزة بقيت ومقاومتها تثبت كل يوم أنها أقوى وأقوى.